M. KETTAB Haiat

نتناول في هذه الدراسة مسألة من أهم المسائل التي تناولها العلماء المعاصرون بالبحث ، و المتعلقة بمنهج التنظير الفقهي، حيث تناولها الفقهاء و أهل الاختصاص بالدراسة والتحليل نظرا لاعتبارها من القضايا المهمة التي تعرفها المجتمعات المعاصرة ، خصوصا في زمن كثرت فيه التآليف وتشعبت و اختلفت فيه الاقوال و الآراء ، بالإضافة الى الحاجة الملحة التي تدعو إلى التجديد في مجال الدراسات الفقهية .
ومنهج التنظير الفقهي كغيره من المناهج العلمية يقوم على أسس واضحة لا يخرج عن إطار البحث في الفقه الاسلامي ، له مزاياه الخاصة ،بالإضافة الى بعض العيوب و النقائص التي من الضروري التطرق اليها ،حتى يتسنى الوصول الى التنظير الفقهي الصحيح.
الكلمات المفتاحية: التنظير الفقهي، منهج ،مزايا ، عيوب.

يعد المذهب المالكي أكثر المذاهب تأصلا في منطقة المغرب العربي منذ قرون طويلة؛ فقد حظي فيها بالاهتمام سواء بمدارسته أو بتدريسه ولا يزال الأمر كذلك إلى وقتنا الحاضر، إذ برز فيه الكثير من العلماء منهم من وصلتنا مؤلفاتهم وذاع صيتهم بسببها ومنهم من اندثرت مؤلفاته واضمحل اسمه معها.
وفي هذه الدراسة نحاول إبراز ما بذله الإمام المقري رحمه الله من جهود في خدمة المذهب المالكي، من خلال كتابه "عمل من طب لمن حب "، والذي يعتبر من أهم مؤلفات الإمام، خصوصا من ناحية القواعد الفقهية و الأصولية، حيث توصلنا فيه إلى أن الإمام المقري رحمه الله بسبب علمه الغزير الذي حباه الله به قربه سلطان الدولة المرينية منه بل وجعله قاضي القضاة في الدولة، ويستشيره في أمور كثيرة، ثم إن اهتمام طلبة العلم بكتبه وبدراستها خاصة كتب الفقه والقواعد الفقهية منها، زاد من مكانة هذا العالم بين علماء المذهب المالكي. إضافة إلى أن السلاطين في ذلك العصر كانوا يقربون منهم العلماء ويجعلون لهم مكانة خاصة، حتى وصل بهم الأمر إلى بناء مدارس وزوايا لهم لنشر العلم، وهذا يدل على حبهم وتقديرهم للعلم وسعيهم لنشره تطبيقا لتعاليم الدين الإسلامي.
وفي سبيل إنجاز هذا البحث تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، ويظهر ذلك من خلال تتبع المادة التاريخية المتعلقة بحياة الإمام، وما يتعلق بالعصر الذي عاش فيه، بوصف حياة وشخصية الإمام المقري العلمية والفكرية، وكذا إبراز مكانته بين علماء المذهب المالكي ومدى مساهمته في خدمته، بالإضافة إلى قراءة في كتاب "عمل من طب لمن حب".

الكلمات المفتاحية: الإمام المقري، المذهب المالكي، كتاب"عمل من طب لمن حب".

مما لاشك فيه أن مصطلح البصمة الوراثية مصطلح حديث عرفته الشعوب المعاصرة نظرا للتطور العلمي والتكنولوجي في مجال الهندسة الوراثية، والذي يستخدم في مجالات متعددة من بينها الطب الشرعي، وإثبات الهوية وكذا إثبات النسب، إلا أن هذا الأخير وعلاقته باستخدام البصمة الوراثية يعد من النوازل الفقهية المستجدة التي لم تكن موجودة في عصر الفقهاء القدامى في مجال إثبات النسب، حيث له طرقه المعروفة عندهم، ولقد انقسم العلماء المعاصرون في حكم استخدام البصمة الوراثية في إثبات النسب إلى فريقين، حيث ذهب الفريق الأول إلى القول بالجواز، بقياس البصمة الوراثية على القيافة في إثبات النّسب بتشابه الصّفات الوراثية بين الآباء والأبناء، بينما ذهب الفريق الثاني إلى عدم الجواز، وأنه يحتج بها فقط فيما لم يتقرر حكمه عند علماء الشريعة الإسلامية ، أما ما تقرر حكمه عندهم يقينا إما بنص شرعي أو إجماع فلا يؤخذ بها .
ولعل إجراء البصمة الوراثية فور الولادة وقبل تسجيل المولود في مجتمعاتنا المعاصرة، قد تكون له إيجابياته وسلبياته، فمن حيث الإيجابيات نجد أن استخدام البصمة الوراثية حال الولادة يحل الكثير من قضايا إثبات النسب في حال التنازع بين الأبوين عن نسب الطفل، أو درء الشبهة عن الزوجة في حال قذفها من الزوج، بالإضافة إلى حفظ أنساب المواليد الجدد إذا تم استخدامها بطريقة آمنة، أما من حيث السلبيات، فنجد أن استخدام البصمة الوراثية فور الولادة، قد يعرض الكثير من الأسر إلى التشتت والتفكك نظرا لاحتمال وجود الخطأ و لو بنسبة ضئيلة جدا، باعتبار هذه العملية هي مجهود بشري قد يتعرض لعوامل عدة تؤدي به إلى نتيجة عكسية، سواء كانت عوامل بشرية تتعلق بالشخص القائم عليها، أو عوامل محيطة بها كالتي تتعلق بالوسائل المخبرية ومدى دقتها في الأخذ بالاحتياطات اللازمة أثناء الفحص المخبري، وهذا قد يؤثر سلبا على نتائج التحليل إلى حد كبير.
ورأينا في الموضوع والله أعلم أن استخدام البصمة الوراثية للمواليد الجدد يكون في الحالات التي يحصل فيها التنازع عن نسب المولود بين الأبوين، أما في الحالات الطبيعية فمن المستحسن عدم الذهاب إلى هذا الإجراء، نظرا لما قد يؤديه من مفاسد تعود بالسلب على الحفاظ على كيان الأسرة، وهذا عملا بجملة من القواعد الأصولية التي تحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
الكلمات المفتاحية: البصمة الوراثية، المواليد الجدد، دراسة تأصيلية.

أن العلاقات المالية بين الزوجين ليست مجرد علاقات مادية، بل هي انعكاس للتفاهم والاحترام بين الطرفين، لافتين إلى أن المال قد يكون وسيلة لدعم الاستقرار الأسري أو مصدرًا للخلافات، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز السعادة أو إشعال الجدل حول المسؤوليات المالية.

الجزية ضريبة تفرض على رؤوس من دخل في ذمة المسلمين من أهل الكتاب. وهي من غير المسلمين قائمة مقام الزكاة من المسلمين، وذلك أن كل فرد من أفراد الدولة قادر على أن يؤدي قسطا مما يصرف في المصالح العامة يجب أن يفرض عليه هذا القسط ليكون له مقابل هذا الواجب التمتع بالحقوق.

ملخص: يهدف هذا البحث إلى إبراز مقصد عام من مقاصد الشريعة الإسلامية، ألا وهو مقصد التيسير وما مدى أثره في أحكام الطلاق، وذلك ببيان حقيقته وما يتعلّق به من مسائل، كحكم الطلاق، والحكمة من مشروعيته، وحكم الطلاق البدعيّ والطلاق الثلاث، وأحكام العِدّة والرَّجعة، وأحكام الطلاق من جهة أحوال المطلّق وما يطرأ عليها من جنون وغضب وإكراه وخطأٍ ونسيان، وغيرها من الأحكام المتفرقة، كتقييد الطلاق بثلاث طلقات وبعض حقوق المطلقة، كحقها في نصف المهر قبل الدخول بها، والمتعة، والإرث في مرض الموت. وقد خلُصنا من خلال هذه الدراسة إلى أنّ الشريعة الإسلامية راعت أحوال الرجل والمرأة في الطلاق، وما يطرأ عليها من شدّة وضيق وحرج، وجعلت لها نظاما دقيقاً بما يتوافق مع مقاصدها لا سيما مقصد التيسير. Abstract: This research aims to highlight a general purpose from the Islamic sharia purposes, which is the facilitation and the extent of its impact on the divorce provisions, by clarifying its truth and related issues, such as the divorce ruling, the purpose of its legitimacy, the ruling on innovated divorce and the three divorces, the rulings of waiting period and taking back, and rulings divorce from the man and what happens to him of madness, anger, coercion, mistake, forgetfulness, and other separate rulings, such as restricting it to three, and some of the divorced woman rights, such as, the dowry half before consummation with her, pleasure, and inheritance in the death disease. We have concluded through this study that the Islamic Sharia took into account the conditions of men and women in divorce, and the hardship, distress and embarrassment that befell them, and made for them an accurate system in accordance with its purposes, especially the facilitation purpose. Keywords: Sharia purposes1; facilitation purpose 2; provisions 3; divorce 4

لا شك أن لعلم الاجتماع المعاصر الأثر الواضح على مختلف الدراسات لا سيما الدراسات الشرعية و الفقهية ، حيث من خلال استعمال وسائط علم الاجتماع ووسائله المختلفة على الظواهر و المسائل الفقهية الموجودة في المجتمع يمكن التوصل الى حد كبير الى نتائج و حلول لهذه المسائل بشكل جيد وفعال يسمح للفقيه الافتاء فيها بدقة وموضوعية

تعتبر ظاهرة التسول وسؤال الناس من أهم الظواهر المنتشرة في المجتمع المسلم ، ولا يكاد بلد من بلداننا العربية إلا ويعرف هذه الظاهرة ، نظرا لعدة أسباب محيطة بها ، ولعل شريعتنا السمحة عالجت هذا الأمر من خلال هدي النبي عليه الصلاة والسلام حيث وضع منهجاً واضحاً يقضي على هذه الظاهرة حينما حث على طلب الرزق بالسعي والكد والعمل بعيداً عن التعطل والتواكل على الغير، وفي الحديث النبوي الشريف: "لأن يَحتطبَ أحدُكم حُزمَةً على ظهرِه، خيرٌ من أن يَسألَ أَحَدًا، فيُعطيَه أو يمنعَه" " كما تحدث عن صورة من يسأل الناس كثيراً في الدنيا حين قال: "لا تزالُ المسألةُ بأحدكم حتى يَلْقى اللهَ، وليس في وجهِه مُزْعَةُ لحمٍ" ".

يعتبر البحث العلمي من أهم الوسائل التي يكتسبها طالب الدراسات العليا ويطور بها نفسه و معارفه ، ومن خلاله يستطيع مواكبة عجلة البحث الدائمة بترسيخ أفكاره وتطبيقها فيما هو مفيد له ولمجتمعه ، وتكمن أهمية البحث العلمي في إثبات الفرضيات والمطالبات، حيث يجمع البحث العلمي بين الملاحظات والمعرفة والبيانات لحل المشكلات وابتكار الحلول وتطوير منتجات جديدة، كما أنه يسمح للأفراد والصناعات والبلدان باختبار المعلومات من خلال تحويل النظريات المجردة إلى تعلم عملي.

يعد الوقف طريقة من طرق التبرعات التي شرعها الله لعباده لتحصيل المنافع الدينية والدنيوية، سواء كانت خاصة أو عامة، لهذا نجد المسلمين عبر التاريخ قد أولوه عناية خاصة، امتثالا لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته، وإن كانت معظم أحكامه اجتهادية إلا ما يتعلق بدليل مشروعيته فقد ثبت فيه النص.
وباعتبار الوقف مصدرا من مصادر تمويل دور العبادة والمساجد وكل ما يتعلق بالنشاطات التعليمية، والرعاية الصحية، فقد اختلف العلماء في لزوم الوقف إذا ما ثبت أن المال موقوف لجهة معينة.
ونظرا للتطورات الدائمة التي يشهدها العالم فقد ازدادت متطلبات هذه المؤسسات والنشاطات مما أدى إلى احتياجها للسيولة الدائمة، وهذا ما دفع بالقائمين على الأوقاف بالتفكير في سبل وخطط لتغطية هذه الاحتياجات وتوفير السيولة لها. فاهتدوا إلى استثمار ما يصل إلى أيديهم من الأموال.
فأردنا ببحثنا هذا أن نبرز آراء علماء الفقه في هذه النازلة، والوقوف على أهم المقاصد المرجوة من هذه الفكرة، بالإضافة إلى تعريف الوقف عند علماء مذاهب الفقه الأربعة، وتفصيل القول في مسألة لزوم الوقف.
الكلمات المفتاحية: الاستثمار، الأموال، الوقف، فقه، مقاصد.

لقد اهتم العلماء المسلمون بعلوم القرآن وما يندرج تحتها من علوم فما من شاردة وواردة إلا وقد نالت حظها من الدراسة والبحث، ومن بين العلوم التي نالت اهتمام العلماء والباحثين علم الوقف والابتداء فألفوا فيه المصنفات والكتب وشددوا على وجوب تعلمه حتى لا يحرف القارئ المعنى المراد دون دراية منه، وممن كان لهم الفضل في تدريس ونشر هذا العلم الإمام القارئ أبو عمرو الداني، الذي كان له الأثر البارز في بلاد المغرب قاطبة وفي الجزائر خاصة من خلال الاستمداد من مدرسته في تدريس ومدارسة القرآن الكريم.
فأردنا ببحثنا هذا أن نبرز جانبا من جوانب إسهامات هذا الإمام في خدمة القرآن الكريم، محاولين إلقاء نظرة موجزة عن تعريف الوقف والابتداء وما يتعلق به من أقسام ومصطلحات، بالإضافة إلى التعريف بالكتاب ومؤلّفه، وفي الجانب التطبيقي نتناول ذكر الوقوف في السورة واختياره لها وسببه إن وجد.
الكلمات المفتاحية: الإمام أبو عمرو الداني، الآراء والاختيارات، الوقف ،الابتداء.

يهدف هذا البحث إلى بيان حقيقة القرض وبيان الحِكم والمعاني والمقاصد من تشريعه، وبيان مدى إعمال المقاصد أو إهمالها أو الخطأ في إعمالها في النوازل والقضايا الفقهية المعاصرة –فيما يخص القرض-، من خلال تنزيل الأحكام عليها أو في الترجيح بينها عند الاختلاف، وما يترتب على ذلك من آثار، وذلك من خلال دراسة مسألة: قروض الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ANSEJ- - .
وسأتطرق في بحثي هذا إلى بيان حقيقة القرض، وحُكمه، وبعض شروطه وضوابطه، والحِكمة من تشريعه، وبيان حقيقة القروض التي تمنحها الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، وذكر أقوال المعاصرين فيها، مع مناقشتها وبيان مدى توافقها مع مقاصد الشريعة، والترجيح بينها، وأختمه بذكر أهم النتائج والتوصيات.
الكلمات المفتاحية: مقاصد الشريعة، النوازل، قروض.

يعد موضوع “مدارس المذهب المالكي في المغرب العربي-مدرسة بجاية أنموذجا-" من أهم المواضيع التي تسلط الضوء على تراث منطقة المغرب العربي وما خلفه علماؤها الأجلاء من موروث حضاري و تاريخي يهم الطلبة و الباحثين في هذا المجال ، حيث يعتبر المغرب العربي من أهم المناطق التي عرفت حركة علمية و ثقافية واسعة منذ الفتح الاسلامي إلى غاية العهد العثماني ، نتجت عنها مدارس فقهية و نشطت فيها حواضر علمية متعددة، كالمدرسة المالكية التي انتشرت في المنطقة ، تفرعت عنها هي بدورها مدارس فقهية ،لكل مدرسة منها نشاطها العلمي الذي تتميزت به، منهجا استنباطيا ، وترجيحا فقهيا، وكتبا معتمدة.
وتعد مدرسة "بجاية الفقهية " من أهم المدارس التي كان لها الأثر الواضح في المذهب المالكي في المنطقة ،وذلك من خلال أعلامها و رجالها الذين أثروا المذهب بفقههم و مؤلفاتهم ،حيث يمثلون الموروث الحضاري و التاريخي لمنطقة المغرب العربي بصفة عامة والمغرب الأوسط بصفة خاصة.

الكلمات المفتاحية: المدارس الفقهية، المغرب العربي ،المدرسة المالكية، مدرسة بجاية،

ملخص
تتناول هذه الدراسة مسألة من أهم المسائل المعاصرة التي تدخل في أنظمة المصارف الإسلامية والتي نالت حظا واسعا من اهتمام الباحثين وأولوها أهمية بالغة من الدراسة وهي؛ الرقابة الشرعية في شبابيك المعاملات الإسلامية، فمعظم الباحثين يرون أنها امتداد لنظام الحسبة لأن كلاهما يشرف على مراقبة نشاطات العاملين، ومن ثم محاسبتهم إن كان ثمة مخالفات شرعية.
وسنحاول من خلال هذا البحث إبراز مفهوم الرقابة الشرعية في شبابيك المعاملات الإسلامية، بالإضافة إلى إبراز أهم متطلباتها كضرورة وجوب هيئة تشرف على هذه العملية، ثم بيان الواقع الذي تعيشه هذه الرقابة في ظل الأزمات التي يشهدها العالم في المجال الاقتصادي والتطورات الهائلة للمعاملات المالية، ثم سنحاول إعطاء نظرة شاملة عن واقع سير الرقابة الشرعية في المصارف الإسلامية، وكذا الوقوف على أبرز التحديات التي تواجهها.
الكلمات المفتاحية: الرقابة الشرعية، هيئة الرقابة الشرعية، المصارف الإسلامية.

ملخص:
يعد موضوع “مدارس المذهب المالكي في المغرب العربي-مدرسة بجاية أنموذجا-" من أهم المواضيع التي تسلط الضوء على تراث منطقة المغرب العربي وما خلفه علماؤها الأجلاء من موروث حضاري و تاريخي يهم الطلبة و الباحثين في هذا المجال ، حيث يعتبر المغرب العربي من أهم المناطق التي عرفت حركة علمية و ثقافية واسعة منذ الفتح الاسلامي إلى غاية العهد العثماني ، نتجت عنها مدارس فقهية و نشطت فيها حواضر علمية متعددة، كالمدرسة المالكية التي انتشرت في المنطقة ، تفرعت عنها هي بدورها مدارس فقهية ،لكل مدرسة منها نشاطها العلمي الذي تتميزت به، منهجا استنباطيا ، وترجيحا فقهيا، وكتبا معتمدة.
وتعد مدرسة "بجاية الفقهية " من أهم المدارس التي كان لها الأثر الواضح في المذهب المالكي في المنطقة ،وذلك من خلال أعلامها و رجالها الذين أثروا المذهب بفقههم و مؤلفاتهم ،حيث يمثلون الموروث الحضاري و التاريخي لمنطقة المغرب العربي بصفة عامة والمغرب الأوسط بصفة خاصة.

الكلمات المفتاحية: المدارس الفقهية، المغرب العربي ،المدرسة المالكية، مدرسة بجاية،

تشكل المخطوطات إرثا حضاريا هاما وجزءا قيما لا يتجزأ من حضارتنا العربية الإسلامية، كان للعلماء فيها إسهام واضح في جميع المجالات و مختلف العلوم كالرياضيات و الطب و الهندسة و الكيمياء فضلا عن العلوم اللغوية و الإنسانية و العلوم الشرعية كالفقه و أصوله و التصوف و التفسير و غيرها، ولعل الباحث في هذا العلم يلاحظ مدى كثرة هاته المخطوطات و تواجدها في رفوف المكتبات في جميع أنحاء دول العالم العربي الإسلامي كتركيا و دول المغرب العربي و مصر ودول الخليج العربي وحتى في مكتبات الدول الغربية فهي تحتاج إلى الاهتمام من طرف الباحثين و طلبة العلم وإخراجها إلى النور بالدراسة و التحقيق.
ويؤكد المؤرخون والباحثون في هذا المجال بأن المخطوطات الإسلامية الواردة باللغة العربية هي الأكثر عددا في العالم وهي موزعة في العديد من المكتبات والمتاحف في الدول الإسلامية وغير الإسلامية حيث تعتبر مصدرا أساسيا لدراسة الحضارة الإسلامية عبر العصور وما بلغه علماؤها من تطور وابتكار وإبداع في شتى العلوم، ولقد نقلت هذه المخطوطات من مواطنها الأصلية إلى دول أخرى تحت ظروف سياسية و أمنية عرفتها دول العالم الإسلامي في مراحل معينة فكان مآل بعضها أن تحفظ حفظا يليق بمكانتها الثقافية والتاريخية الهامة والبعض الآخر أتلف وأهمل لتضيع معه صفحات من التاريخ.
ولقد أولت الدول العربية الإسلامية حاليا عناية خاصة بالمخطوطات فأنشأت المراكز ومخابر البحث في الجامعات و المعاهد تهتم بحفظها و صيانتها و تصنيفها مما يسهل على الطلبة و الباحثين دراستها و تحقيقها، ونجد هذه المخطوطات متنوعة تنوع المراحل التاريخية التي عرفتها الحضارة العربية الإسلامية ،فهي تشمل معظم أنواع العلوم النقلية والعقلية ، ابتداء من مخطوطات القرآن الكريم وعلومه، الحديث الشريف وعلومه ثم الفقه وأصوله وما يلحق به من القواعد وعلم الكلام والجدل والخلاف، وكتب الفتاوى والفرائض والتصوف والأدعية ، والسياسة والأخلاق، بالإضافة إلى مخطوطات اللغة و الأدب والعروض والنحو، والتاريخ الطبيعي والبشري، والجغرافيا والفلسفة، والطبّ البشري، والبيطرة ، والفيزياء والكيمياء، والرياضيات والفلك، وغيرها.

يعتبر تدريس الجذوع المشتركة في الجامعات الجزائرية من أصعب مراحل التدريس التي يمر بها الطلبة و الأساتذة على حد سواء لما لها من خصوصية تميزها عن بقية سنوات التدريس في مرحلة الليسانس ، حيث يكون الطالب في سنته الأولى للدراسة في المرحلة الجامعية التي وضع لها الكثير من الاحلام و الآمال فيجد نفسه مصطدما بواقع قد يدمر ما كان يتوقعه في هذه المرحلة ، مما يؤثر سلبا على نتائجه الدراسية فتؤدي إلى إعادته للسنة أو حتى تغييره لمجال اختصاصه،وهذا حال الكثير من طلبتنا الذين لم يجدوا المرافقة و الرعاية اللازمة لاجتياز هذه المرحلة، بالإضافة إلى الضغوطات الملقاة على كاهل أستاذ هذه المرحلة ، نظرا للعدد الكبير لطلبة الجذوع المشتركة وكذا النقص الواضح في الوسائل التعليمية ، وغيرها من العوامل التي تعيق عملية التعليم.
ولعل حال تدريس الجذع المشترك تخصص علوم اسلامية لا يختلف عن هذا الواقع ، فهو كغيره من التخصصات التي تعاني من هذا الجانب الذي يعتبر من أولويات التعليم الجامعي ، فلابد على القائمين على العملية التعليمية إنصاف هذه المرحلة بكل الوسائل المتاحة، من خلال الاهتمام بالطالب الذي يعتبر العنصر الأساس في عملية التعليم، وكذا الاستاذ الذي يقوم بالدور المهم في انجاح العملية التعليمية، بالإضافة الى الاهتمام بمناهج ومقررات التدريس الموجهة لطلبة الجذوع المشتركة و كذا الاهتمام بالمؤسسات التعليمية التي تعتبر الحاضن الأساس للعملية التعليمية.
الكلمات المفتاحية: الجذع المشترك، الجامعة الجزائرية، العلوم الإسلامية.

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز دور الأسرة المسلمة في إرساء قواعد الصحة الوقائية من خلال توجيهات و هدي السنة النبوية على شكل أوامر ونواهي و جعلها ممارسات يومية تسود حياة الفرد المسلم امتثالا لأمر الله تعالى ولأمر نبيه صلى الله عليه وسلم فتكون منهاجا قويما يعزز الثقافة الصحية و الوقائية بالنسبة للفرد و الأسرة.
ولقد تطرقت هذه الدراسة إلى بيان مفهوم الصحة الوقائية وأهميتها في تجنب الأمراض ،وكيف أن الإسلام كان له السبق في التأسيس لمنظومة الطب الوقائي ، ثم عرجت إلى بيان الأساليب الوقائية التي تنتهجها الأسرة المسلمة ممثلة في توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم ،فيما يتعلق بالطهارة ،والمأكل والمشرب ،وبعض العادات والسلوكيات اليومية كالنوم ،وممارسة الرياضة، وتحريم الوطء في الحيض ، وبذلك تقطع الطريق على الأمراض ومسبباتها قبل وقوعها .
الكلمات المفتاحية : الأسرة ، الوقاية ، الصحة ، الهدي النبوي .

يهدف هذا البحث إلى إبراز مكانة و أثر أحد أنواع الفقه الاسلامي ألا وهو فقه النوازل في فرع من فروع منظومة القانون الجزائري –قانون الأسرة- حيث كان للعلماء و الفقهاء وخاصة علماء منطقة المغرب العربي اهتمام واضح بهذا النوع من الفقه، وذلك لما كان يعرض عليهم من أسئلة واستفسارات من عامة الناس ، تخص الجانب الديني ، السياسي ، الاقتصادي ، أو الاجتماعي من حياتهم ، نتيجة للتغيرات والظروف المستجدة التي عرفتها الأمة الإسلامية ، فكانت النوازل و الوقائع تحدث في نفوسهم شيئا من الخوف و القلق ، فيهرعون إلى الفقهاء لاستجلاء آرائهم والاستهداء بأقوالهم.
وتعد الحضانة من أهم المسائل التي اعتنى بها فقهاء المنطقة في مؤلفات الفتاوى و النوازل ككتاب "المعيار" للونشريسي ،و"الاعانة ببعض مسائل الحضانة" للإمام البوني ، حيث وردت بشأنها أجوبة لأسئلة مستفتى عنها كان لها الاثر الواضح في قانون الاسرة الجزائري من خلال الاستعانة بها في القضايا المشابهة.

الكلمات المفتاحية: فقه النوازل ، الحضانة، قانون الاسرة الجزائري.

يعتبر الإمام أبو العباس أحمد الونشريسي المتوفى (914 هـ) ، أحد أعلام الجزائر الأفذاذ الذين كان لهم الأثر الواضح في منطقة المغرب العربي بصفة خاصة و العالم الإسلامي بصفة عامة ، وذلك من خلال ما تركه من مؤلفات قيمة في مجالات عدة كالفقه و الأصول و أحكام المواثيق و التراجم مما تدل على نباهته وتبحره في مختلف العلوم، ويعتبر مؤلفه "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقية والأندلس والمغرب " من أهم ما ألف في منطقة المغرب العربي في فقه النوازل ، حيث يعد مرجعا أساسيا لطلبة العلم و الفقهاء و القضاة بالإضافة إلى كونه توثيقا تاريخيا و اجتماعيا و سياسيا.
وللإمام الونشريسي رحمه الله اجتهادات و فتاوى في كتابه " المعيار" كان لها الأثر الجلي في القضاء الأسري لا سيما المسائل المتعلقة بالحضانة ، حيث لا يمكن للقاضي الاستغناء عنها لما تحتويه من اجابات عن نوازل و قضايا مشابهة للتي تواجهه خلال سير عمله ، فتعينه على إيجاد الحكم المناسب الذي يلائم غاية أي عمل تشريعي أو قانوني و المتمثل في تحقيق مصالح الخلق و دفع المضار عنهم .

الكلمات المفتاحية: الاجتهادات، الونشريسي، القضاء الأسري، مسائل الحضانة.

إن واقع تدريس الجذوع المشتركة في الجامعات الجزائرية لا يختلف كثيرا عن نظيره في الجامعات في الوطن العربي، حيث أن العملية التعليمية في هذا المجال تعاني الكثير من المشاكل و المعوقات نظرا للعوامل المحيطة بعملية التعليم ، ولعل أهمها ما يتعلق بتدريس الجذع المشترك تخصص علوم اسلامية حيث هذه الأخيرة تختلف عن بقية العلوم ،كون جل موادها نظرية لا تحتاج إلى تطبيق في المخابر كالعلوم التجريبية و لا إلى دراسات ميدانية كعلوم الاجتماع مما جعل موادها تتسم بالجمود بعيدة عن الحيوية ، فضلا عن طرائق التدريس المتبعة التي تتميز بالطرق التقليدية أو بما يسمى "بالمنهج الالقائي"الذي ساهم إلى حد كبير في جمود عملية التعليم ،بالإضافة إلى المناهج الدراسية و المقررات التعليمية التي تعتمد على المؤلفات القديمة والتي لا تلبي احتياجات الواقع المعاش فابتعدت نوعا ما عن التجديد و مواكبة متطلبات العصر وهذا ما أثر سلبا على نتائج الطلبة و نسب نجاحهم .
فكان من الضروري البحث و النظر في طرائق التدريس و المناهج الدراسية وإعادة صياغتها وبلورتها وفق ما يتماشى بالعملية التعليمية الحديثة المنشودة التي تساهم في تحقيق الهدف المراد وهو تخرج طلاب لهم القدرة على الاستنباط و التحليل والنظر و التفكير و الابداع في وقائع الأحداث و مستجداتها.

لقد شرف الإسلام المرأة بأن تكون أول من يسلم من البشر بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقد كان أول قلبٍ ينبض بالتوحيد بعد نبيه الكريم هو قلب تلك المرأة العظيمة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وجعلها تسبق الرجال فى ميدانهم فتُقتل قبلهم في سبيل الله فكان أول مَن استُشهد في الإسلام السيدة سمية رضي الله عنها وأرضاها ، وهذا مما يدل على دور المرأة البارز في بناء المجتمع المسلم الأول ، والذي يعتبر المنهاج و القدوة لكل امرأة تريد أن تسير على خطاهم وتؤسس لمجتمع متين البنية ، كيف لا و هي الزوجة الصالحة التي تعد أفضل ما يكنز المسلم من دنياه بعد الإيمان بالله عز وجل وتقواه،و هي الأم الكريمة التي يقع على عاتقها بناء الأسرة أساس بناء المجتمع كله، فهي التي تتولى العناية بشؤون أسرتها و أبنائها مما يتيح لها تنشئة جيل سليم العقيدة، صحيح العبادة، قوى البدن، صحيح النفس، واسع العلم والثقافة.
وللمرأة اليوم الدور المهم في تفعيل النشاط التربوي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي في المجتمع المسلم ، فهي المربية التي يقع على كاهلها تربية الأجيال ، و السياسية المحنكة التي يمكن أن تشارك برأيها وحكمتها فيما هو نافع للمجتمع ، و الداعية إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة سواء فى بيتها، أوفى مدرستها أو جامعتها، أوفى محيطها .

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز واقع تدريس العلوم الشرعية في الجامعة الجزائرية و الذي يشبه إلى حد كبير واقع الدراسات الاسلامية في الوطن العربي في المناهج الدراسية والوسائل التعليمية وموادها، حيث أن العملية التعليمية لا تخرج عن المنهج التقليدي الالقائي في التدريس و التلقي ، نظرا لكثير من العوامل المحيطة بعملية تعليم العلوم الشرعية كونها تختلف عن بقية العلوم، مما يؤدي الى نقص في التحصيل وتحقيق الهدف المراد للطلاب وهو القدرة على الاستنباط و التحليل والنظر في مستجدات الامور و نوازلها.
وعليه كان من الضروري البحث و النظر في هذه المناهج الدراسية و الطرائق التعليمية وإعادة صياغتها وبلورتها وفق ما يتناسب ومتطلبات العصر ، بالإضافة إلى ايجاد حلول جادة من أجل النهوض بالعملية التعليمية.

يهدف هذا البحث إلى إبراز إسهامات فقه النوازل عند الفقهاء المغاربة في تنويع تراث المذهب المالكي حيث كان علماء و فقهاء المنطقة لهم اهتمام واضح بهذا النوع من الفقه، وذلك لما كان يعرض عليهم من أسئلة واستفسارات من عامة الناس ، تخص الجانب الديني ، السياسي ، الاقتصادي ، أو الاجتماعي من حياتهم ، نتيجة للتغيرات والظروف المستجدة التي عرفتها الأمة الإسلامية ، فكانت النوازل و الوقائع تحدث في نفوسهم شيئا من الخوف و القلق ، فيهرعون إلى الفقهاء لاستجلاء آرائهم والاستهداء بأقوالهم ، فيكون عرض السؤال إما شفهيا مباشرا من السائل نفسه، أو من متخاصمين في مجلس القضاء، أو أن يكون عرضا شفهيا بالواسطة بين السائل والمفتي، أو يكون سؤالا كتابيا عن طريق رسالة مكتوبة موجهة إلى المفتي من طرف السائل ، في حين تكون الإجابة عن النازلة أو المسألة المستفتى عنها في أغلبها شفهية في مجلس قضاء أو إفتاء مباشرة أو بالواسطة أو تكون بالمراسلة بين السائل والمفتي .
ولقد اشتمل هذا البحث على مقدمة عبارة عن توطئة للموضوع ، وفرعين أساسيين الأول خصصناه حول عرض السؤال من المستفتي على المفتي حيث تكلمنا فيه عن المستفتي وحكم الاستفتاء و أقسام المستفتين و دواعي وأسلوب وصيغة السؤال عن النازلة، أما الفرع الثاني فكان حول جواب المفتي عن المسائل النازلة وتكلمنا فيه عن المفتي و أهمية الإفتاء و أقسام المفتين و صيغة جواب المفتي عن الأسئلة النازلة.
وختمنا هذا البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج المتوصل إليها.

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز واقع تدريس العلوم الشرعية في الجامعة الجزائرية من خلال العديد من الكليات و المعاهد و الأقسام الموزعة على مختلف الجامعات الجزائرية و الذي يشابه إلى حد كبير واقع الدراسات الاسلامية في الوطن العربي من خلال المناهج الدراسية والوسائل التعليمية ومساقاتها وموادها المفصلة ، حيث أن العملية التعليمية ككل لا تخرج عن المنهج التقليدي الالقائي في الطرح و التدريس و التلقي ، نظرا لكثير من العوامل المحيطة بعملية تعليم العلوم الشرعية كونها تختلف عن بقية العلوم ،مما يؤدي الى نقص في التحصيل وتحقيق الهدف المراد للطلاب وهو القدرة على الاستنباط و التحليل والنظر في مستجدات الامور و نوازلها.
وعليه كان من الضروري البحث و النظر في هذه المناهج الدراسية و الطرائق التعليمية وإعادة صياغتها وبلورتها وفق ما يتناسب ومتطلبات العصر من أجل مواكبة التطورات الحديثة في المجتمعات ،حتى لا تبقى الدراسات الاسلامية حبيسة المدونات القديمة وحفظ المتون التي سرعان ما تتبخر بانتهاء الفحوص و الامتحانات لدى الطلاب، بالإضافة إلى ايجاد حلول جادة من أجل النهوض بالعملية التعليمية.

تعتبر المخطوطات العربية الإسلامية إرثا حضاريا هاما وجزءا قيما لا يتجزأ من حضارتنا العريقة، حيث تمثل هوية هذه الأمة منذ بداية التأليف و التدوين في جميع العلوم في عصر الأئمة المجتهدين كالعلوم الشرعية من فقه و أصوله و التصوف و التفسير وعلوم القرآن و غيرها ، فضلا عن العلوم اللغوية و الإنسانية ، بالإضافة إلى العلوم التي ازدهرت من خلال حركة الترجمة الواسعة التي عرفتها الأمة الإسلامية خلال العصر العباسي كعلوم الرياضيات و الفلك والطب و الهندسة و الكيمياء وغيرها من العلوم العقلية التي عرفت انتشارا واسعا تأليفا أو ترجمة، ما يدل على ما بلغه علماء هذه الأمة من تطور وابتكار وإبداع في شتى العلوم ، فهذا الإرث الحضاري من المخطوطات الإسلامية وخاصة الواردة باللغة العربية هي الأكثر عددا في العالم وهي موزعة في العديد من المكتبات والمتاحف في الدول الإسلامية وغير الإسلامية حيث تعتبر مصدرا أساسيا لدراسة الحضارة العربية الإسلامية عبر العصور.

مما لا شك فيه أن التراث الجزائري المخطوط كبير و شاسع أسهم فيه علماء الجزائر عبر مراحل التاريخ في كل المجالات و العلوم كالطب و الرياضيات و الفلك والعلوم اللغوية وكذا العلوم الشرعية كالفقه و أصوله و التصوف و غيرها ، فكان لهذه المخطوطات إثراء واضح و جلي في الحضارة العربية الإسلامية و في مكتبات وطننا الواسع و حتى في مكتبات المغرب و المشرق العربيين.
ونحاول في هذه الدراسة إبراز التراث الفقهي الجزائري المخطوط ومدى إسهام أعلام الجزائر فيه من خلال مؤلف قيم في بابه "الإعانة ببعض مسائل الحضانة" لأحمد بن محمد ساسي التميمي البوني (المتوفى 1139هـ) ، حيث عالج فيه مسألة فقهية عرضت عليه حول حضانة الجدة ،ذاكرا فيه نص السؤال ثم الإجابة عنه مع مناقشة آراء العلماء في المسألة.
الكلمات الدالة: الحضارة الإسلامية، المخطوطات، الفقه، حضانة الجدة ، أعلام الجزائر، البوني.

تعتبر الأسرة النواة الأولى واللبنة الأساسية في بناء المجتمع المسلم، تقوم على أساس البر والإيمان والالتزام والوفاء مستوحاة من نصوص الكتاب والسنة، يقول تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الروم 21.
ولقد أولى الإسلام عناية خاصة بتكوين الأسرة ورعاها رعاية واضحة لأداء واجبها وتحصيل مقصودها وذلك منذ بداية تأسيسها وحتى قبل ذلك من خلال حث الإسلام على الزواج والترغيب فيه وحسن الاختيار بين الزوجين وآداب الخطبة والنكاح والوفاء بالحقوق والواجبات وحسن المعاشرة وطيبها وتربية الأبناء والتوجيه عند الاختلاف وأحكام الفرقة وما بعدها.
ولنجاح هذه الأسرة لابد أن تقوم على أسس وقواعد متينة ودعامات ثابتة وضحتها الشريعة السمحة، على رأسها العلاقة السليمة بين قائد الأسرة ومساعده أي الزوجين، فلابد من مراعاة الميثاق الغليظ والتعامل معه بانضباط وإشاعة أجواء الإيمان والعاطفة سيما وقد توعد الشيطان بإغواء بني آدم والعمل على التفريق بين المرء وزوجه من أكبر نجاحاته، فأساس هذه العلاقة ينبغي أن يقوم على المودة والرحمة والتعاون والتفاهم ورعاية الحقوق لكلا الطرفين.

تتمحور المحاضرات حول الاجتهاد و التقليد و التعارض و الترجيح ، حيث يمكن للطالب التعرف على مفهوم الاجتهاد و مشروعيته وكذا حكمه و أهميته بالإضافة الى شروطه و تجزؤ الاجتهاد ، كما تتناول المحاضرات التقليد بما فيها مفهومه و مراتبه و كذا أقسامه ، تم يليه جزء التعارض و الترجيح وبما تحتويه من مفهومهما و طرق دف التعارض بالإضافة الى مراحل الترجيح بين الأدلة.

تتمحور المحاضرات حول مدخل إلى علم أصول الفقه ، حيث يمكن للطالب التعرف على مفهوم علم أصول الفقه وكذا فائدته و حكمه بالإضافة الى نشأة هذا العلم و مدارسه ، كما تتناول المحاضرات الحكم الشرعي و أقسامه كالحكم الشرعي التكليفي و الحكم الشرعي الوضعي ، تم التطرق إلى الحاكم و المحكوم فيه و المحكوم عليه و الأهلية و عوارضها المكتسبة وغير المكتسبة.

يتناول هذا الكتاب موضوع التأليف الأصولي عند علماء الجزائر بالدراسة و التحليل ،حيث تطرقنا فيه إلى مفهوم علم أصول الفقه و بداياته و كذا طرق التأليف فيه كطريقة المتكلمين ، طريقة الفقهاء(الأحناف) ، طريقة الجمع بين المتكلمين و الفقهاء و طريقة العناية بأسرار الشريعة و مقاصدها ، و التي يمثلها الإمام الشاطبي رحمه الله، كما خصصنا الحديث أيضا عن مدرسة المتكلمين و نشأتها و مراحل التأليف فيها، ابتداء من مرحلة النشوء ، مرحلة التطور ثم مرحلة الاستقرار ، كما أبرزنا كذلك أثر هذه المدرسة في التأليف الأصولي لعلماء الجزائر ، من حيث منهج تناولهم للقواعد الأصولية و الذي يقوم على أسس ثلاثة وهي : النظر ، الاستدلال و الجدل ، ولقد قدمنا نماذج لبعض الأصوليين الجزائريين وإسهاماتهم الأصولية من خلال مؤلفاتهم ، التي تبرز مدى إثرائهم لعلم أصول الفقه كالمقري رحمه الله من خلال كتابه "عمل من طب لمن حب " ، وابن زكري رحمه الله من خلال كتابه "غاية المرام" و التلمساني رحمه الله من خلال كتابه "مفتاح الوصول"، و الونشريسي رحمه الله من خلال كتابه "إيضاح المسالك "، و الديسي رحمه الله من خلال كتابه "النصح المبذول" كما قمنا ببيان خصائص و مجالات التجديد في التأليف الأصولي عند علماء الجزائر.

يتناول هذا الكتاب مدى إسهام علماء الجزائر في التشريع الإسلامي، حيث يبين مراحل التشريع الإسلامي بصفة عامة، ابتداء من عصر الأئمة المجتهدين إلى عصر الجمود و التقليد، وكذا أهم ميزات التأليف في التشريع الإسلامي عند علماء الجزائر، ككثرة التآليف وشيوع المختصرات و الاعتناء بالفنون الفقهية، بالإضافة إلى طريقة وتصنيف و خصائص التأليف الفقهي عندهم من واقعية و محلية وتجدد وتنوع في التأليف و النزعة الإصلاحية، كما يقدم نماذج لبعض الفقهاء الجزائريين كإبراهيم التلمساني ويحي المازوني والونشريسي و التميمي البوني ومحمد أطفيش و غيرهم، ويبرز إسهاماتهم الفقهية من خلال ما تركوه من مؤلفات و فتاوى تدل على عظيم شأنهم في منطقتي المغرب العربي و العالم الإسلامي.

كان لأعلام الجزائر إسهام واضح في شتى العلوم لاسيما العلوم الشرعية من تفسير وحديث و وأصول و فقه ، ومن بين هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين كان لهم الأثر الجلي في منطقة المغرب العربي بصفة خاصة و العالم الإسلامي بصفة عامة الإمام أبو عباس أحمد الونشريسي المتوفى (914 هـ) ، وذلك من خلال ما تركه من مؤلفات قيمة في مجالات عدة كالفقه و الأصول و أحكام المواثيق و التراجم مما تدل على نباهته وتبحره في مختلف العلوم، ويعتبر مؤلفه "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقية والأندلس والمغرب " من أهم ما ألف في منطقة المغرب العربي في فقه النوازل ، حيث يعد مرجعا أساسيا في هذا الفن بالإضافة إلى كونه توثيقا تاريخيا و اجتماعيا و سياسيا .
وفي هذه الدراسة نحاول إبراز الإسهامات الفقهية لعلم من علماء الجزائر الكبار " أحمد الونشريسي" الذي ذاع صيته سواء في المغرب أو المشرق العربيين بمؤلفاته و نقولاته و آرائه، من خلال كتابه "المعيار المعرب" الذي يعد بحق من أكبر الموسوعات الفقهية إذ حظي باهتمام الفقهاء و العلماء منذ عصر المؤلف حيث لا يكاد يخلو كتاب فقهي ألف بعده من نقول عنه أو إحالات إليه.

الملخص: يندرج هذا العمل في إطار المجهودات المبذولة لإبراز دور العلماء المسلمين في تقدم الحضارات في الجوانب العلمية . ولعل أعظم ابتكارعلمي نجده في مجال الميكانيكا هو الآلة الهيدروليكية التي قام بتصميمها العالم المسلم الجزري (1136-1206)م) والتي تعد أساس علم المسننات في فرع الميكانيكا الحديث التي لها تطبيقات واسعة في مجال نقل الحركة في الصناعة.

ومساهمة منا في إبراز ما اخترعه الجزري ، قمنا بإسقاط قوانين الفيزياء المعروفة حاليا في علم الميكانيكا ، ووضعنا القوانين التي تناسب الآلة الهيدروليكية عند حركتها وأثناء السكون .
الدراسة شملت جانب تاريخي للجزري وآلته الهيدروليكية ، ثم تصور نموذجي لهذه الآلة . بعد ذلك قمنا بـدراسة الآلة فيزيائيا شملت مايلي :
- دراسة أبعاد الآلة،
- دراسة الحركة الدوار نية للآلة الهيدروليكية،
- دراسة نظام المسننات في الآلة الهيدروليكية وإبراز أهميته في نقل الحركة.
وأهم ما توصلنا له من نتائج : إضافة للقوانين التي قمنا بإنجازها للآلة الهيدروليكية والتي نعتقد ونأمل أن تكون لبنة في إبراز أرثنا الحضاري ،هو أن اساس نظام المسننات المعروف بدوره الكبير في الصناعة الحديثة يعود الفضل لاكتشافه لعالم مسلم هو الجزري. كما ان اساس تحويل الحركة إلى طاقة التي تعتمد عليه المضخات الحديثة عند ضخ المياه لارتفاعات شاهقة مبدأه الآلة الهيدروليكية التي قام بتصميمها الجزري.
الكلمات المفتاحية: الآلة الهيدروليكية – الجزري – قوانين الميكانيك – تراث الحضارة الإسلامية.

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز دور الترجمة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ،حيث تعتبر من الطرق الأساسية و الهامة في تدريس قواعد اللغة العربية ودفع الطالب إلى حفظها واستظهارها، كما تعتمد عملية التعليم فيها على الترجمة بين اللغتين: الأم والأجنبية، وتهتم هذه الطريقة بتنمية مهارتي القراءة والكتابة باللغة الأجنبية.
وبالرغم من قدم هذه الطريقة في تعليم اللغة إلا أنها تتمتع بمزايا كونها تناسب أعدادا كبيرة من الطلاب إذ أن المعلم يستطيع أن يتعامل مع أي عدد يتسع له الفصل، و ليس على الطالب إلا إحضار كتابا يدرس منه، وكراسة يكتب فيها، ويتابع ما يقوله المعلم. بالإضافة إلى أنها تستخدم الجملة كعنصر أساسي في تعليم اللغة وممارستها، مما يجعل عملية تعلم اللغة أكثر يسرا.
ونتناول هذه الدراسة من خلال بيان مفهوم طريقة الترجمة ونشأتها، وكذا أهم ملامحها و أهدافها، بالإضافة إلى خطوات تدريسها ومزاياها و نقائصها.
كلمات مفتاحية: اللغة العربية ، الترجمة ، غير الناطقين بها

تشكل المخطوطات إرثا حضاريا هاما وجزءا قيما لا يتجزأ من حضارتنا العربية الإسلامية، كان للعلماء فيها إسهام واضح في جميع المجالات و مختلف العلوم كالرياضيات و الطب و الهندسة و الكيمياء فضلا عن العلوم اللغوية و الإنسانية و العلوم الشرعية كالفقه و أصوله و التصوف و التفسير و غيرها، ولعل الباحث في هذا العلم يلاحظ مدى كثرة هاته المخطوطات و تواجدها في رفوف المكتبات في جميع أنحاء دول العالم العربي الإسلامي وحتى في مكتبات الدول الغربية تحتاج إلى الاهتمام من طرف الباحثين و طلبة العلم وإخراجها إلى النور بالدراسة و التحقيق.
وتعتبر المخطوطات الجزائرية و خاصة الفقهية منها جزءا كبيرا من هذا الإرث الحضاري الذي لا ينفذ، و سأحاول في هذه الدراسة إبراز بعض نماذج المخطوطات الفقهية الجزائرية و التي قمت بدراستها كالأرجوزة التلمسانية للتلمساني و الدرر المكنونة للمازوني و الإعانة للبوني.
الكلمات المفتاحية : الحضارة الإسلامية ، المخطوطات الجزائرية ، الفقه.

مما لاشك فيه أن لأعلام الجزائر إسهامات واضحة قيمة و جليلة في مجال العلوم الشرعية كالعقيدة و التفسير و التصوف و الفقه و أصوله، وهي لا تزال مخطوطة محفوظة ضمن أدراج المكتبات و الخزائن تحتاج إلى الدراسة و التحقيق و إخراجها إلى النور من طرف طلبة العلم و الأساتذة و الباحثين ، وأحاول في هذا البحث إبراز التراث الجزائري المخطوط في الفقه الإسلامي متناولة مؤلفا قيما جديرا بالدراسة و الاهتمام ، لأحد أعلام الجزائر الأفذاذ في عصره ألا وهو الإمام إبراهيم بن أبي بكر أبو إسحاق التلمساني( المتوفى690هـ) صاحب "الأرجوزة التلمسانية في الفرائض" ، حيث يعتبر من أهم فقهاء و علماء الجزائر الذين كان لهم الإسهام الواضح في شتى المجالات وذلك من خلا ل ما ترك لنا من مؤلفات قيمة لا تزال مرجعا أساسيا للعلماء والفقهاء وطلبة العلم سواء في المشرق أو المغرب العربيين ، فخلف موروثا جديرا بالدراسة سواء في الفقه أو الأدب أو التصوف ألفها خلال سنين ، تنقلا بين تلمسان والأندلس و المغرب تاركا بصمته أينما حل بعلم وفقه وأدب وشعر فأجاز له عدد من علما عصره ، يشهدون له بالتفوق والتميز عن نظرائه .

وتعد الأرجوزة التلمسانية في الفرائض مؤلفا عظيما في الفقه ، تحتوي على أهم المسائل المتعلقة بالميراث ، ألفها الإمام أبو بكر التلمساني ليسهل على طلاب العلم حفظها و فهمها إذ هي أوقع في العقل و أسهل للحفظ ، تحتاج إلى من يخرجها إلى النور بالدراسة و التحقيق.

مما لا شك فيه أن المواطنة هي التعبير الاجتماعي لعملية انتماء و عطاء الإنسان للواقع ، وفي ظل التغيرات التي يعرفها العالم اليوم في جوانب الحياة المختلفة سياسية و ثقافية و اجتماعية و اقتصادية بالإضافة إلى التأثير الكبير و الواسع لشبكة الاتصال العالمية على المجتمعات و الذي يزداد يوما بعد يوم ، فانه كان من الضروري تسليط الضوء على بعض المصطلحات التي أثارت جدلا بين أوساط الباحثين، من بينها مصطلح المواطنة الذي تناوله العلماء و المفكرون بكثير من الأهمية و تدارسوه من عدة جوانب وزوايا مختلفة .
وفي هذه المداخلة نتناول مصطلح المواطنة في ضوء الفكر العربي الإسلامي ، حيث نركز على مفهوم المواطنة من وجهة نظر إسلامية كونها ترتكز على القواعد و الأسس التي تنبني عليها الرؤية الإسلامية لعنصري المواطنة وهما الوطن و المواطن ، وكذا تأصيل المفهوم في ضوء القرآن و السنة ، كما نتناول أهم المبادئ و القيم التي تنبني عليها المواطنة ، بالإضافة إلى رؤية مقاصدية لمفهوم المواطنة ومدى علاقته بمقاصد الشريعة الإسلامية.

لكتب الفتاوى و النوازل الفقهية الأهمية الكبرى في عمل القاضي أو المفتي ، إذ لا يمكن لكل واحد منهما الاستغناء عنها لما تحتويه من نوازل وفتاوى و قضايا مشابهة للتي تواجهه خلال سير عمله ، فإذا كان غاية أي عمل تشريعي أو قانوني هو تحقيق مصالح الخلق و دفع المضار عنهم ، وإذا كانت النوازل المستجدة اليوم مشابهة لتلك النوازل التي تناولتها كتب الفتاوى و النوازل الفقهية ، فلا حرج من العمل و القضاء بها ما دامت تحقق مصلحة العباد و لا تتصادم مع نصوص الشريعة ، أما إذا تغيرت وجوه المصلحة ، وتبدلت الأعراف و تغيرت أحوال الناس بفعل الزمان و المكان فلا مناص من الاستفادة من المناهج و الطرق التي انتهجها الأوائل في استنباط الأحكام .
و يعد كتاب المعيار للونشريسي من أهم كتب الفتاوى و النوازل المعتمدة لدى طلبة العلم و الفقهاء و القضاة ، لما يحتوي من قضايا و نوازل تفوق الحصر جسدت بحـق الغاية و المنهج اللذان لا غنى عنهما في عمل القاضي أو المفتي.