M. HADJI Abdelkader

إن المـدن الجزائريـة شهـدت نمـوا عمرانيا سريعا، تسببـت فيـه عوامل اقتصاديـة ديموغرافية واجتماعية ، ومدينة المسيلة على غرار كثير من هذه المدن عرفت موجات نزوح بشرية كثيفة في العشرية الأخيرة من القرن العشرين خاصة نحو محيطها ، مما أثر سلبا على التطور الطبيعي لنسيجها الحضري وفقا لأدوات التسيير العمراني خاصة ما تعلق منها بمخططات شغل الأرض، مما أدى إلى اختلالات ناجمة عن عدة عوائق تقف دون إنجاز و تحقيق هذه المخططات وتتمثل في عدم وجود نظرة استشرافية تتبنى نظريات الاستدامة والمرونة في التصميم والتخطيط الحضري المستدام من جهة و مستوى الدقة في كيفية إعداد هذه المخططات والذي يتميز غالبا بالإعداد النمطي دون مراعاة خصوصية ووجهة كل منطقة معنية بالدراسة من جهة اخرى اضافة الى عدم تعدد الاختصاصات داخل مكاتب الدراسات والنمو الحضري المتسارع الغير متحكم فيه والذي أدى بدوره إلى ظهور أحياء جديدة داخل و فـي محيط المدن وما يتطلبه ذلك من بنى تحتية تشكل تحديا كبيرا أمام الجماعات المحلية. كما ان عدم تطبيق واحترام مخططات شغل الأرض المصادق عليها والذي يتجلـى من خلال اختيار الأرضيات الخاصة بالمشاريع دون الرجوع إلى أدوات التسيير باعتبارهم أدوات تقنية وقانونية.
ويكتسـي هذا الموضوع أهميته من كونه يتعلق بكيفية التحكم فـي التسيير العقلاني للعقار الحضري من خلال التطبيق الصارم لمحتوى مخططات شغل الأرض للحد من الاختلالات والعوائق التي تقف دون تحقيق وانجاز هذه المخططات وكذا كيفية ادراج التخطيط الحضري المستدام في عملية الانجاز ومراقبة البناءات والاحياء بصفة مستمرة.

العمران الصحراوي يختزن في طياته تراثا شكل ارثا حضاريا زاخرا ببعده التاريخي، ونمط الحياة فيه المتميز ونسيجه العمراني المتماسك واستطاع ان يبقى دائما قائما في المكان ومستمرا في الزمان وبالتالي شكل حضارة متواصلة في المدينة الصحراوية، الا ان هذا العمران التقليدي يواجه تحديات متنوعة اثرت في توازن الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان، مما ساهمت ايضا في تردي حالته وتغيير بيئته الفضائية والاجتماعية.
وقصر زاوية حينون الواقع بمدينة اولف ولاية ادرار يعبر عن العمران التقليدي للمدن الصحراوية لما يتميز به من جمال، وسعة افكار من شيده وتفننوا في تخطيطه الذي يراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للسكان والطبيعة المناخية، فهو النواة الأولى للمدينة منذ القرن الثالث عشر ميلادي ورغم هذا لايزال محافظا على خصائصه الاجتماعية، الثقافية، التاريخية، المعمارية والعمرانية، والتي يمكن ان نلمسها من خلاله، الا ان التعمير الحالي لم يراع فيه خصوصية هذه المناطق، رغم القانون المتعلق بحمايتها والحفاظ عليها، ليفسح المجال امام التعمير المقلد للغرب، الذي ادى الى اهمال القصر وعدم المحافظة عليه كموروث عمراني وثقافي.
وفي هذه الورقة البحثية سنتطرق فيها الى واقع هذا الموروث الثقافي والوقوف عند الاشكالات المطروحة به، بغية الوصول الى حلول تقنية وعمرانية تحميه من كل الاخطار والاضرار وليحافظ على اصالته، ليصبح يساير الحياة المعاصرة، وتأهيله ضمن العمران المستدام، ومرجعا للبناء والتعمير الذي يعتمد على المواد الطبيعية المحلية والمتجددة، وخاصة ان المدن الجزائرية أصبحت تتشابه احياءها وكأنها صورة متكررة غابت عنها الهوية العمرانية المرتبطة بعادات وتقاليد المجتمع.

إن التراث المعماري و العمراني للمدن العتيقة يعد كنزا حضاريا ورمزا يعبر عن الرؤى الفنية والجمالية لإبداعات الإنسان، وهو ثروة حضارية تشع منه القيم والأفكار وكذا عادات وتقاليد الشعوب، حيث يبرز عناصر لبنة بناء المجتمعات ووحدتهم والتي تعكس الشخصية الذاتية والهوية العمرانية لكل مدينة، وبما أنه الوعاء الحضاري لكل أمة أضحى من الواجب الحفاظ عليه كونه موروثا ثقافيا ومعماريا، وهذا تحت ظل ما تضمنته اتفاقية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 التي وضعت بنودها منظمة اليونسكو.
وبالرغم من اتفاق الجميع على أهمية الحفاظ على الموروث العمراني و المعماري، إلا أن محاولات الحفاظ عليه تتعسر في مواجهة احتياجات التطور والتوسع الحضري، إذ نجد أن تراثنا العمراني يعيش في بلادنا حالة من التدهور نتيجة لتعدد الأسباب التي تختلف باختلاف المناطق التراثية وهو ما نلاحظه من خلال التقصير في عمليات التدخل التي ترتكز أساسا على الترميم وإعادة الاعتبار للنسيج العمراني العتيق، خاصة في المدن و المناطق التراثية التي لها طابع إسلامي في تشييدها. كما نجد أن غياب الوعي بأهمية التراث العمراني و الموروث الثقافي المعماري، إضافة إلى نقص التمويل اللازم وغياب الحماية القانونية وعدم وضع الآليات الملائمة لمشاركة المجتمع المحلي، من ضمن الأسباب التي أدت إلى تدهور الأنسجة العمرانية العتيقة التي تزخر بها الجزائر.
وتعتبر قلعة بني حماد بالمسيلة إحدى الشواهد الإسلامية التاريخية التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى سنة 398 هـ / 1007 م حيث بنيت على منحدر وعر على مسافة 36 كلم من مدينة المسيلة، فهي التي تحاكي الأصول الهندسية الحكيمة في هندستها حيث شيد بها حماد بن بلكين المباني والأسوار واستكثر فيها من المساجد والفنادق فاستبحرت في العمارة واتسعت في التمدن وبذلك فهي تعتبر تحفة فنية عمرانية ومعمارية ، حيث أن هذا التمازج أعطى عدة معالم هامة كالجامع الكبير وعدة قصور من بينها قصر المنار وقصر البحر.
وفي هذه الورقة البحثية سنتطرق إلى تحديد مستويان من البحث، اولهما تحليل السياسة الوطنية الجزائرية بعمليات الحفاظ على التراث العمراني في ظل التوسع الحضري، و الثاني اجرائي يقترح آلية تخطيطية تضمن ضرورة حماية التراث العمراني في ظل وحتمية التوسع الحضري

الملخص

إن الأنسجة العتيقة للقصور الصحراوية الجزائرية تتميز بخصائص عمرانية ومعمارية تتشابه مع كثير من المدن الموجودة على طول صحراء إفريقيا الكبرى وتتلخص هذه الخصائص فيما يطلق عليه الباحثون "عمران الصحراء".

ومن جملة هذه الخصائص ما تعلق بالفضاءات المشتركة داخل القصور والتي تعتبر من العناصر العمرانية القوية في ربط مختلف وحدات النسيج المهيكل للقصر حيث يتم الاحتكاك والتبادل بين السكان، غير أن الظروف الطبيعية وتطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية ساهمت بشكل مباشر في تدهور شكل ووظيفة هذه المجالات ولم تعد تساير نسق الحياة السريع، والقصر موضوع الدراسة يعتبر نموذجا حيا للتراث العمراني الذي عاش نفس الظروف ولم يتم التدخل عليه أو إدراجه ضمن المشاريع العمرانية الخاصة بالمدينة.

إن قدم القصر و تدخل بعض سكانه بشكل فوضوي للربط بالشبكات ، إضافة إلى الاستحواذ على أجزاء من مساحاته وإعادة بنائها بمواد جديدة دون الأخذ بعين الاعتبار للعناصر المعمارية والعمرانية المميزة له. نهدف بهذه الدراسة إلى فهم تطور الفضاءات المشتركة داخل الأنسجة العتيقة خاصة منها القصور الصحراوية وأسباب تدهورها وكيفية إعادة الاعتبار لها بهدف الحفاظ على خصائصها العمرانية والمعمارية دفع بنا إلى التساؤل عن مدى أهمية التخطيط لمستقبل هذه الشبكة من المجالات باعتبارها شرايين الحياة داخل القصر وكيف يمكن إعادة الاعتبار لها ؟

الكلمات المفتاحية : القصر ، الفضاءات المشتركة، إعادة الاعتبار ، الأنسجة العتيقة.

ان الفضاءات المشتركة داخل الاحياء التراثيةباعتبارها وحدات متكاملة تشكل نسق مجالي معقدفهي مكان للتعايش والتفاعل لجملة من العلاقات الاجتماعية الاقتصادية والترفيهية. فرغم اهميتهاالتاريخية والوظيفية داخل الاحياء التراثية للمدن القديمة والقصور الصحراوية الا ان التدهور الذي شهدتهفي السنوات الاخيرة وبدرجات متفاوتة في كثير من المدن العربية على غرار مدينة حلب السورية , الموصل العراقية وصنعاء اليمنية جراء النزاعات والتدخلات العشوائية على مكوناتها العمرانية والمعمارية افقدها قيمتها التاريخية والوظيفية .
قصر مدينة بوسعادة على غرار كثير من مكونات المدن القديمة تعرض لكثير من التدخلات بغرض التجديد ,التوسع او التحسين الحضري مما اثر سلبا على نسيجهالعضوي وجمال مظهره المعماري. في ضل تفاقم هذه الظاهرةماهي الاستراتيجية والاجراءات للحفاظ على هذا النوع من التراث؟
الكلمات المفتاحية: المدينة, القصر, بوسعادة, الفضاءات المشتركة, التراث العمراني.

تعتبر المشاكل الإيكولوجية في عمليات التخطيط العمراني هاجسا يؤرق الجهات المختصة في دول العالم وذلك بظهور أوساط بيئية غير صحية تنعدم بها أدنى شروط الراحة الداخلية والخارجية التي تعود بالدرجة الأولى إلى إهمال المخططين لأبعاد التنمية المستدامة أثناء التخطيط العمراني. حيث أن الأوضاع البيئية في الجزائر تحتاج إلى ودراسة من حيث التشريع والمراقبة، بسبب التدهور البيئي نتيجة للعوامل البشرية على غرار غياب الثقافة البيئية والاحساس بمدى خطورة التلوث البيئي ، ومن أهم ملوثات الوسط الحضري والبيئة العمرانية نجد:

- تلوث الهواء بالغبار المتطاير والناتج عن الطرقات الغيرمعبدة،
- الغازات السامة الناتجة عن المناطق الصناعية ووسائل النقل المختلفة،
- وطرح الفضلات بطريقة عشوائية،
- تشوه المنظر العام للمدينة من خلال البنايات غير المكتملة و التي أعطت صورة غير لائقة.

و تعاني مدينة المسيلة من هذه المشاكل الناتجة عن سوء التخطيط من جهة و من جهة أخرى لعدم مراعاة البعد البيئي وكذا عدم نجاعة المسؤولين والمتدخلين في تسيير المدينة على اتخاذ قرارات جوهرية.
سنحاول في هذه الورقة البحثية تسليط الضوء على دور أدوات التهيئة و التعمير في الجزائر من خلال القوانين المنظمة لذلك في التنظيم و التسيير المجالي للمدن.

و سيتم الاعتماد في هذا البحث على دراسة تحليلية نقدية لمخطط شغل الأراضي رقم 05 بمدينة المسيلة، و الاعتماد على تقنية الملاحظة الميدانية التي تساعد على فهم الظاهرة الحضرية، من خلال متابعة التطور المستمر للمجال الحضري من حيث التصاميم العمرانية و مدى إدراج الجانب البيئي ( أبعاد التنمية المستدامة ) أثناء التصميم.

الكلمات المفتاحية
أدوات التهيئة و التعمير، التنمية المستدامة، الفاعلون في المدينة، تسيير المدن، مدينة المسيلة.

إن النمو الديمغرافي في دول العالم الثالث بصفة عامة و الجزائر بصفة خاصة، رافقه نزوحا ريفيا معتبرا باتجاه المدن الكبرى نتج عنه توسع عمراني عشوائي غير محدود وغير متوازن ،أدى بدوره إلى عدم قدرة الدولة على تلبية حاجيات السكان و متطلباتهم و انتهاجها لسياسات متباينة و متعاقبة في ميدان التنمية الحضرية من خلال إصدار ترسانة من القوانين التشريعية والتنظيمية بهدف ضبط وتوجيه المجال العمراني للتجمعات الحضرية والحد من المخالفات العمرانية والمعمارية التي أثرت في معظم المدن الجزائرية ، وكمثال على ذلك مدينة المسيلة التي عرفت خلال المدة الممتدة من 1990 م إلى غاية 2000 م أزمة سكن كبيرة على غرار باقي الولايات عجزت الهيئات العمومية عن تلبيتها ، مما أدى إلى ظهور عدت تجاوزات ومخالفات عمرانية أدت إلى تشويه النسيج العمراني للمدينة . وتناولنا من خلال هذا البحث حي لاروكاد و هو حي من أحياء مدينة المسيلة لما له من أهمية إستراتيجية حيث يعتبر بوابة شرقية للمدينة و يمر به الطريق الوطني رقم 40 ونسبة السكان فيه مرتفعة، و توجد به العديد من مخالفات قوانين التهيئة والتعمير بنسبة كبيرة أهمها البناء بدون رخصة لمعظم سكنات الحي وعدم مطابقة كثير من البناءات التي لها رخص بناء لمحتوى الرخصة والمخطط المصادق عليه وتكمن أهمية هذا الموضوع في:
- الاطلاع على أهم القوانين المنظمة للعمران في الجزائر .
- معرفة مدى نجاح قوانين التهيئة والتعمير في تنظيم المجال.
- إبراز مدى خطورة انعكاسات تأثير المخالفات على النسيج الحضري .
- إیجاد طرق للحد من انتشار مخالفات قوانين التهيئة والتعمير .
هذه الوضعية أدت بنا إلى التساؤل التالي: ما مدى تأثير هذه المخالفات العمرانية على الطابع المعماري للمدينة وعلى نسيجها العمراني؟.
الكلمات المفتاحية: رخص البناء، مدينة المسيلة، حي لاروكاد، المخالفات العمرانية والمعمارية

ملخص
تعتبر المدينة مجالا مفضلا و مهيأ بشكل يلبي حاجيات السكان، و قد عرفت تسارعا في وتيرة نموها، و يرجع ذلك إلى التوجهات السياسية ، الاقتصادية وكذا النمو الديموغرافي و النزوح الريفي. و ترتب عن ذلك تركز السكان في المناطق الداخلية مما أنتج تباينات مختلفة على مستوى المجالات الحضرية، ذات الاستقطاب الواسع والتي توفر فرصا للعمل، و الخدمات.
لا شك أن التخطيط العمراني هو أداة ووسيلة لتحقيق المصلحة العامة، من خلال وضع تصورات ورؤى لأوضاع مستقبلية مرغوبة ومفضلة، بما يحقق التوازن بين احتياجات التنمية في الحاضر والمستقبل، ولتطبيق هذه السياسات لابد من الاعتماد على آليات أو أدوات تحدد مختلف الاهتمامات، فأدوات التهيئة والتعمير تسعى إلى إيجاد الحلول الملائمة للمشكلات الاجتماعية والحضرية داخل المدن من جهة، و من جهة أخرى جاءت هذه الأدوات لتنظيم المجال العمراني و تسييره تسييرا محكما.
ومدينة المسيلة هي الأخرى عرفت نموا ديموغرافيا سريعا وتوسعا مجاليا لم يحترم فيه لا توصيات المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير PDAU و لا توصيات مخططات شغل الأراضي POS ، حيث نتج عن ذلك اختلالات في البنية الحضرية.
ومن خلال الملاحظة الميدانية، تبين أن هناك تغييرات في الطابع و الوظيفة للأراضي، مما أدى إلى عدم تطابق الواقع العمراني للمدينة و توجيهات المخطط (خاصة مخطط شغل الأراضي رقم 05).
جاءت هذه الورقة البحثية لدراسة المخططات العمرانية و مدى فعاليتها في تسيير المجال الحضري من خلال التحكم في النمو العمراني السريع للمدينة من جهة، و من جهة أخرى إبراز دورها في تحقيق التنمية المحلية.
الكلمات المفتاحية
المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير (PDAU)- مخطط شغل الأراضي (POS)- تسيير المدن- التنمية -المسيلة.

ملخص :
إن العمران الصحراوي يختزن في طياته تراثا شكل إرثا حضاريا زاخرا ببعده التاريخي ونمط الحياة فيه المتميز ونسيجه العمراني المتماسك. واستطاع أن يبقى قائما في المكان ومستمرا في الزمان، وبالتالي شكل حضارة متواصلة في المدينة الصحراوية. إلا أن هذا العمران التقليدي يواجه تحديات متنوعة أثرت في توازن الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان و ساهمت أيضا في تردي حالته وتغيير بيئته العمرانية والاجتماعية.
والقصر يعبر عن العمران التقليدي للمدن الصحراوية لما يتميز به من جمال، وسعة أفكار من شيده وتفننوا في تخطيطه الذي يراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية و كذا الظروف المناخية للمنطقة. إلا أن التوسعات العمرانية الحالية كانت على حساب هذه القصور. مما أدى إلى إهمالها وعدم المحافظة عليها كموروث عمراني وثقافي. ومن بين هذه القصور قصر زاوية حينون بمدينة أولف بأدرار الذي شكل نموذج هذه الدراسة.
وفي هذه الورقة البحثية سنتطرق إلى واقع هذا الموروث الحضاري والوقوف عند الإشكالات المطروحة، من أجل الوصول إلى حلول تقنية و عمرانية تحميه من كل الأخطار و الأضرار للحفاظ على أصالته و رد الاعتبار له من جهة، و من جهة أخرى لتأهيله ليصبح قطبا سياحيا بامتياز.
الكلمات المفتاحية :
القصور الصحراوية – الموروث الحضاري – السياحة – التنمية السياحية المستدامة – قصر زاوية حينون.

تزخر الجزائر بتراث عمراني غني ومتنوع، ويحتوي هذا التراث على أشكال متعددة تعكس التاريخ العميق للمنطقة المعروفة بتعدد مناطقها التراثية خاصة ما تعلق منها بالقصور الصحراوية والتي ساهمت بشكل كبير في توطين كثير من المجموعات البشرية بهذه المناطق. ومن هذا المنطلق لم تعد الحماية والحفاظ على هذا الموروث الحضاري أمراً كافياً، بل يتجه التفكير حاليا إلى تحقيق استدامته على المدى البعيد لأنه يشكل ثروة وطنية لجميع الأجيال الحالية واللاحقة وهو ملك لهم جميعاً، وتقع عليهم مسؤولية حمايته والحفاظ عليه والاستفادة منه من الناحية الاقتصادية وذلك باستغلال هذه المناطق التراثية وتنميتها لتصبح أقطابا سياحية وتوظيفها بشكل إيجابي في إطار مشروع سياحي متكامل.
فالسياحة المستدامة أصبحت تشكل انشغالا بالغ الأهمية لدي كثير من الحكومات والدول، إذ يعتبر هذا القطاع أحد أهم القطاعات التي تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والرفع للعائد المالي. ولأجل ذلك فان الأمر يتطلب إيجاد استراتيجية شاملة تقوم على تعبئة وتجنيد كل الموارد المتاحة والتي تكون أرضية صلبة لتنمية شاملة ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا. وفي هذا الإطار فان السياحة وأنشطتها الخدمية المتنوعة وعلاقتها بالتنمية المستدامة ،أصبحت مطلبا اجتماعيا واقتصاديا ومحل اهتمام ساسة ومفكري هذا العالم لذلك كان لزاما توسيع القاعدة السياحية لتشمل المناطق التراثية التي تعتبر مناطق متميزة ورموز أو معالم حضارية هامة تترجم عمق تاريخ برهن عبر القرون على مدى قدرة الإنسان على التأقلم.
وقد عرفت هذه المناطق تطورات عديدة منذ القدم. والسياحة بها تقوم أساسا على مدى استغلال التراث العمراني والمعماري الضارب في القدم والمحافظة عليه.
وتعتبر منطقة بوسعادة الواقعة بولاية المسيلة في مدخل الصحراء، من بين أهم المناطق التي تزخر بكثير من المعالم التراثية المميزة غير المستغلة بشكل جيد من أجل تطوير السياحة في المدينة، ومنها القصر القديم الذي أسس في نهاية القرن السابع عشر، ومنطقة الكثبان الرملية، غير أن النقص في عدد هياكل الاستقبال وعدم الاستثمار في بناء المنشآت القاعدية والتكوين في مجال السياحة أثر سلبا على تنمية هذه المنطقة، وتتلخص أهداف هذه الدراسة فيما يلي:
- الإدراك الحقيقي لمدى مساهمة التراث العمراني في إنعاش السياحة وفي التنمية.
- التعريف بهذا التراث كأحد مقومات التنمية السياحية المستدامة بهذه المنطقة.
- توضيح مدى أهمية استغلال هذا النوع من التراث في إثراء المنتوج السياحي بالجزائر.
ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال الإجابة عن التساؤل الملح حول هذا الموضوع وهو كيف يمكن إعادة الاعتبار لهذه المناطق التراثية لما تمثله من ارث عمراني ومعماري وتحقيق أبعاد التنمية السياحية المستدامة بهذه المنطقة؟
للإجابة عن تساؤلات الإشكالية ارتأينا الدمج بين مقاربتين:
المقاربة التحقيقية : وذلك لفهم واقع منطقة الدراسة من خلال دراسة كافة المعطيات الكمية والكيفية المتعلقة بالمنطقة خاصة ما تعلق بهذا النوع من التراث المادي ,كما يجب تدعيم هذه المقاربة بإجراء مقابلات مع المختصين في السياحة والتراث.
الملاحظة المتكررة للباحث ((Pascal Amphoux، التي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
مقاربة تعتمد على التحليل النوعي الحساس والذي يستند إلى ملاحظات مباشرة واقعية، حيث يتم تقديم الاشكالية مدعمة بصور أو مستندات لخبراء في التسيير المستدام بهدف تفسير وفهم ظاهرة ما من خلال جعلهم يتفاعلون معها ومع تعليقات أو تفسيرات أولئك الذين سبقوهم (المتكررة). وللوصول إلى الحد الأقصى من الموضوعية من الضروري تجاوز التفسيرات المختلفة، من خلال تحليل التفاسير المتكررة واعتماد المتفق عليها, وهذا لمعرفة كيفية تحديد أهم مؤشرات التنمية السياحية بالمنطقة من خلال التنبؤ النوعي الذي يقوم على البحث عن توافق في الآراء من قبل هؤلاء الخبراء. هذه العملية تكرارية، حيث يؤخذ في الأخير بالرأي المشترك الذي يوضح الحصول على إجماع في مجال التنبؤ على المدى المتوسط وتكون النتائج المتحصل عليها مرضية لتحديد في مرحلة اولى المؤشرات الحقيقية في كيفية استغلال المناطق العمرانية التراثية لتنمية السياحة بهذه المنطقة والتي يتم قياسها في مرحلة ثانية لاحقا.
الكلمات المفتاحية : التراث العمراني، التنمية السياحية المستدامة، القصور الصحراوية، قصر بوسعادة، التراث المادي.

التربية البيئية في مضامين مناهج الطور الأول للمدرسة الإبتدائية الجزائرية
إن الدور التربوي و التعليمي للمدرسة يسمح للتلاميذ بالتفاعل الإيجابي مع البيئة التي يعيشون فيها، بإكسابهم للعادات و القيم و الاتجاهات التي تحقق حماية البيئة، إذن من بين اهتمامات و أهداف المدرسة الابتدائية إكساب الناشئة معايير و مبادئ التربية البيئية حتى ينشأ الطفل محبا لوطنه محافظا لبيئته ، و الجزائر من بين الدول التي عنيت بالتربية البيئية من خلال إدراج محور التربية البيئية في بعض كتبها كالتربية المدنية ، اللغة العربية ، الجغرافيا و التربية الإسلامية و كذلك كتب مادة التربية العلمية و التكنولوجية .
و من اجـل ضبط موضوع دراستنا أكثـر نسلط الضوء على كتب التربية العلميــة و التكنولوجيـة للمرحلة الابتدائية ، و سبب اختيارنا لهذه المادة هو ثباتها على كل مستويات المرحلة الابتدائية بدءا من المرحلة التحضيرية إلى السنة الخامسة ابتدائي كما يرجع اختيارنا للمرحلة الابتدائية لأن الطفل في هذه المرحلة العمرية له القدرة على إستيعاب ، و تلقي المعلومات المقدمة إليه .
من خلال ما تم ذكره نطرح التساؤل التالي:
ـ هل يساهم كتاب التربية العلمية و التكنولوجية في المرحلة الابتدائية في إكساب الناشئة مبادئ التربية البيئية ؟
الكلمات المفتاحية: المدرسة, البيئة, مبادئ التربية, التربية العلمية, المرحلة الابتدائية