M. HEROUZ Abdelghani

العمران بالمغرب الأوسط خلال الفترة الوسيطة و الحديثة دراسة في التركيبة الإثنية و الحضارية

التأثيرات اللغوية للهجرات الهلالية على المغرب الأوسط خلال العهد الحمادي (408-547هـ/1018-1152م) – دراسة تاريخية -
الملخص: نقدم في هذه الورقة البحثية موضوعا مهما عن إحدى التأثيرات المهمة التي تصبغها الهجرات البشرية على الشعوب والمناطق الزاحفة عليها ألا وهو التأثير اللغوي ، تأثير أبا إلا أن يرخي بظلاله في المنطقة المغرب أوسطية من طرف الهلاليين ، هؤلاء الأعراب الذين نسجت وخيطت حولهم الحكايات ، ونصبت لهم محاكم المناصفة والمحاججة حول ما أوقعوه من أثار تخريب في المنطقة المغربية غافلين عن الدور الايجابي لهم . دور أردنا أن نقدمه لكم في هذه الورقة التي حملت عنوان " التأثيرات اللغوية للهجرات الهلالية على المغرب الأوسط خلال العهد الحمادي (408-547ه/1018-1152م) " ، فالسياسة الحكيمة للدولة الحمادية الرامية لاحتواء هذه العناصر ، ساعدت على استقرارهم واحتكاكهم بالعناصر البربرية المحلية فغيروا لسانها وهذب لغتها للهجة جديدة قوامها اللغة العربية ، التي تعد أفصح من تلك المتواجدة في البلاد الشامية في تلك الفترة ، مخلفة أثرا ثقافيا متمثلا في تلك المفردات والتراكيب اللغوية ، وصولا للأدب الشعبي من أشعار وأزجال بصبغة عامية مميزة لتزال إلي غاية اليوم. Abstract: In this research paper, we present an important topic about one of the important effects that human migrations have on the peoples and regions that are crawling on them, which is the linguistic effect, the influence of Abba, but to loosen its shadow in the Maghreb region by the Hilalians, these Arabs who were woven and sewn around them stories, and set up courts of parity and argument about the effects of sabotage they inflicted in the Maghreb region, oblivious to the positive role for them. A role that we wanted to present to you in this paper entitled "The linguistic effects of the Hilalian migrations on the central Maghreb during the Hammadi era (408-547 AH / 1018-1152 AD)", the wise policy of the Hammadi state aimed at containing these elements, helped to stabilize them and friction with the local Berber elements, so they changed its tongue and refined its language to a new dialect based on the Arabic language, which is more eloquent than those in the Levantine countries in that period, leaving a cultural impact represented in those vocabulary and linguistic structures, up to literature. Popular poems and azjal with a distinctive colloquial dye to be removed until today.

الكلمات المفتاحية
الهلاليين ; تعريب ; الأدب الشعبي ; اللهجة ; المغرب الأوسط ; Al-Hilaliyin ; Arabization ; folk literature ; dialect ; Middle Maghreb

التطور السياسي و العمراني للمغرب الأوسط و الجزائر الحديثة من ق1-9ه/7-15م

الحرف و الصناعات بمنطقة أولف الصحرواية صناعة الفخار و الجلود نموذجاً

مناهج التدريس في المغرب الأوسط خلال العهد الحمادي - دراسة في الدور والتأثير والتأثر- (408-547هـ/1018-1152م)

قانون حماية المخطوطات في الجزائر بين التفعيل والتجديد – مقترحات صياغة قانون جديد

إسهامات الطبيب أبو جعفر بن علي البدوخ القلعي (ت 575ه / 1079م) في المجال الطبي والصيدلي

تجارة الرقيق في وارجلان و انعكاساتها على السودان الغربي في الميدان الاجتماعي و الثقافي خلال العصر الوسيط

جهود الإمام أحمد أبو عصيدة في إثراء الحياة العلمية بالحجاز

تاريخ الحضارات القديمة 01

محاضرات أوربا العصور الوسطى

المدرسة الفقهية في المغرب الأوسط خلال العصر الوسيط و دورها في تنشيط الحركة الفكرية

تطور اللغة العربية و آدابها في المغرب الأوسط في العصر الوسيط الدولة الحمادية نموذجا

جهود الإمام أحمد أبو عصيدة في إثراء الحياة العلمية في بلاد الحجاز

اسهامات الطبيب أبو جعفر بن علي البذوخ القلعي في المجال الطبي و الصيدلي

تاريخ الحركات المذهبية بالغرب الإسلامي

نادي الترقي و دوره في الحركة الإصلاحية بالجزائر 1927/1939

الحركة الفكرية في المغرب الأوسط خلال العهد الحمادي 408-461ه/1017-1071م

تعالج هذه الورقة البحثية وضعية جزيرة صقلية بين الفتح الاسلامي و الغزو النورماني

ملخص الورقة البحثية :
وباء الطاعون الأسود و تأثيره الذهني و الديمغرافي على إنسان المغرب الأوسط
خلال القرنين 8-9ه/14-15م
د/ عبد الغني حروز
أستاذ محاضر (أ)
قسم التاريخ جامعة محمد بوضياف المسيلة الجزائر
الهاتف:00213676707295
قد لا نبالغ ان قلنا أن إنسان المغرب الإسلامي قد تبادلت عليه الأدوار و الأزمات و الأوبئة و التي عصفت به و أثرت عاليه، حيث ظل المغاربة يعانون في تاريخهم من دوريات وباء الطاعون الذي كان يطل عليهم- حسب الحسن الوزان- كل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة أو خمس وعشرين سنة.
لقد ظهر وباء الطاعون الأسود الذي ألمّ بمعظم مناطق العالم القديم بآسيا الوسطى، ومنها انتقل من فيروس تحمله القوارض إلى الإنسان عبر موانئ البحر المتوسط إلى أوربا وشمال افريقيا في الفترة المتراوحة ما بين 1347 و1352م.
لسان الدين ابن الخطيب ممّن عايش هذا الوباء وكتب فيه رسالة علمية سمّاها "مقنعة السائل عن المرض الهائل"، وأورد عن مصدره: "...إن قيل ما عندكم في أصل هذا الوباء ومذ كم ظهر في الأرض، قلنا هذا الواقع ابتدأ بأرض الخطأ والصين في حدود عام أربعة وثلاثين وست مائة، حدّث بذلك غير واحد من أولي الرحلة البعيدة والجولان كالشيخ القاضي الحاج أبي عبد الله بن بطوطة وغيره...".
ومن الملاحظ أن المصادر التاريخية المغربية لم تميز بين الأوبئة والطواعين قبل حدوث الطاعون الأسود-علما بأن هذه التسمية لا ترد بتلك المصادر، بل هي ترجمة لما هي عليه بالمصادر اللاتينية "Peste noire"، وأما مصادرنا المغربية فتورد تسمية "الوباء الأعظم" أو "الوباء الجارف"....- فهذا ابن عذاري المراكشي يتحدث عن أحداث عام 571 ه قائلا: "نزل الوباء والطاعون بمدينة مراكش في شهر ذي القعدة.
ولم يعهد مثله فيما تقدم من الأزمنة قبله وانتهى عدد الأموات في كل يوم مائة إلى مائة وتسعين شخصا ، وأكثر من ذلك حتى وأن الناس لا يستطيعون حملهم إلى الجامع للصلاة عليهم...".
غير أنه مع طاعون 748 ه/ 1348 م أصبح بالإمكان التمييز بالمصادر ما بين الأوبئة والطواعين، بل إن ذلك الطاعون أصبح من أهم مرجعيات الذاكرة الجماعية بالبلدان الإسلامية والمسيحية على حد سواء. فقد تحدث ابن هيدور (ت 816 ه/ 1413 م) في رسالته "ماهية الأمراض الوبائية" عن الطاعون الثاني تمييزا له عن الطاعون الأسود، ووصف ابن قنفذ هذا الأخير بكونه "الوباء الأول العام في الأرض"، وبالوصف ذاته وصفته حوليات مسيحية لما اعتبرته"أول طاعون عام". وتتفاوت أعراض الطاعون – كما وردت بالمصادر- ما بين ظهور الدّماميل على جسم المصاب وبصقه الدم.
اكتفت المصادر المغربية بإشارات انطباعية عن هول المصاب والخسائر البشرية، من قبيل" كاد أن يأتي على الخلق أجمع" أو إنه " لم يسمع بمثله"...، بينما نتوافر على معطيات رقمية عن ضحايا الطاعون بمناطق أخرى، فقد فقدت فلورنسا بإيطاليا يوميا شخصين من ضمن كل خمسة أشخاص، وبلغ عدد الضحايا بتونس ألف شخص يوميا ، ويشير ابن خاتمة في كتابه "تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد" إلى فقدان مدينة المرية بالأندلس ل700 شخصا كل يوم.
وفي غياب إشارات رقمية عن عدد ضحايا الطاعون الأسود بالمغرب، فممّا لا شك فيه أنه أحدث نزيفا ديموغرافيا به، وقد ظل الطاعون يؤدي إلى "مجازر" حقيقية في البنية السكانية طوال تاريخ المغرب
وفي غياب لقاح علمي له، أطال الوباء زيارته للمغرب إبان الطاعون الأسود لأكثر من سنتين، بل يمكن القول من خلال كتب التراجم إنه استمر في حصد ضحاياه للسنة الثالثة. ولعل الصورة القاتمة التي قدمها ابن خلدون بمقدمته – على قصرها –، وهو الذي فقد والديه بفعل الطاعون، كافية كشهادة حية عن هول الجائحة، فقد "انتقص عمران الأرض بانتقاص البشر.... وخلت الديار والمنازل...وتبدل الساكن...."، وقد كانت المخلفات الاجتماعية والنفسية للطاعون إحدى الأسباب الرئيسة التي دفعته إلى أن ينزوي بقلعة بني سلامة ، ويشرع في الكتابة الأولية لمؤلفه الرائع "كتاب العبر" . كما قدم المتصوف ابن عباد شهادة مأساوية عمّا فعله الطاعون بسكان فاس، إذ كان "يتخطفهم واحدا واحدا وجماعة جماعة، ولم يعد فرق بينهم وبين القطوط والكلاب، وقد يصبح بعضهم في أزقة المدينة.... بمنزلة جيفة من الجيف"، ولم يفته أن يندد بغلبة الأنانية على بعض الميسورين الذين يسميهم بـ"المزخبين "وعدم التفاتهم لمساعدة الفقراء وأهل الخصاصة، فقد كانوا يتلاعبون بأنواع الطعام في خضم الوباء " في ديارهم ومنازلهم بين خدمهم وحشمهم ويريقون ما فضل منها في المجاري والقنوات".
إن مما زاد من حدة انتشار العدوى وارتفاع عدد ضحايا الوباء، ضعف الوسائل الطبية أو انتفاؤها كلية، لأن الناس – حسب الحسن الوزان- لم يكونوا يهتمون بالوباء" ولا يُستعمل أي دواء باستثناء التمسح بالتراب الأرميني حول دمل الطاعون" . وفي مجتمع يحكمه المقدس، كان اللجوء إلى المتصوفة أمرا مطلوبا من أجل الاستشفاء.
يحكي ابن عباد في رسائله الكبرى أن أحد الآباء قدم إليه بماء وحناء ليرقى له من أجل إشفاء أبنائه الثلاثة الذين ضربهم الطاعون، غير أن رقيّا المتصوف لم تجد نفعا لأن كل الأبناء ماتوا بفعل الوباء. ومن اللافت أن المصادر المغربية، خاصة المناقبية منها تعج بالإشارات التي يفيد منطوقها أن الناس اعتقدوا بمفعول كرامات المتصوفة في علاج أمراض مستعصية مثل البرص والعمى والقروح، لكن يبدو ألا وجود لإشارات تفيد بأن بكراماتهم شفي مرضى الطاعون.
إن كرامات المتصوفة في الإشفاء والعلاج – حسب ما كان يعتقد به المغاربة آنذاك- تنحصر فقط في الأمراض ذات الطابع الفردي ، وأما الأمراض الوبائية مثل الطاعون، فإنها لا تظهر مطلقا في كتب المناقب، إلا إذا اقترنت بسبب وفاة المترجم له، فكأنما وقع الإجماع على عجز "بركة" الصالح عن مقاومة الأمراض في مستوى الطواعين.
ومن اللافت أيضا أن سنة 749 ه و750ه تحضران في الغالب بكتب التراجم المغربية للإشارة إلى وفاة المترجم لهم بسبب الطاعون، وهذا أيضا حال بعض من ترجم لهم ابن خلدون من العلماء في كتابه "التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا".
لقد انتقلت الديموغرافية التاريخية من تحليل المكنزمات الديموغرافية إلى تحليل السلوكات الجماعية، ولم تعد تبحث في المضاعفات الديموغرافية للكوارث والمجاعات والأوبئة فحسب، بل تجاوزتها للتأمل في نوعية الحالة النفسية زمن الجائحة وردود فعل الإنسان السلوكية.
ويمكن القول إجمالا إن جائحة الطاعون الأسود حضرت في مخيال المغاربة واعتقاداتهم من خلال موقفين أساسيين. اعتبر الموقف الأول أن الوباء أمر مقدّر حلّ بالناس لسقوطهم في الحرام والمحظورات وتفسخ الأخلاق، ويبلور ابن عباد هذا الموقف في تعليله لسيادة الجفاف بعيد الطاعون لمّا يقول: "إن الذي ينافي الاستسقاء إنما هو المنكرات التي يفعلها عوام الناس والرعية ولا أحتاج إلى ذكرها لكثرتها، فيكون ما أصيبوا به من القحط عقوبة لهم أو تأديبا على ما صنعوا من ذلك".

الملخص
إن المذهب العقدي و الفقهي الذي كان سائدا بشكل رسمي في زمن المرابطين ، هو مذهب الإمام مالك- أهل التسليم و التفويض- الذي كان له أقطاب يدافعون عنه –الفقهاء على وجه الخصوص-، و ممثلون يبسطون مبادئه و محتوياته؛ و لكن على الرغم من ذلك فقد عرفت هذه الفترة تمثيلا قليلا لأفكار الأشاعرة، حيث انحصر علم الكلام الأشعري و أصبح له ممثلين قلائل، بالمقابل برز علم الكلام السني و ازدهر الفقه الاستدلالي و من أعلام هذا التوجه ابن رشد الجد (ت520هـ)،كما شهدت هذه الفترة سيطرة كاملة للفقهاء على جميع مناحي الحياة ، و أصدروا قرارات خطيرة على المستوى الديني- حادثة إحراق كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي- التي انعكست نتائجها على المستوى السياسي؛ حيث استغل ابن تومرت هذه الحادثة و انطلق من خلالها و من خلال اقتصار أفكار هؤلاء الفقهاء على فروع الفقه المالكي ليحارب السلطة المرابطية.
الكلمات المفتاحية:الحضور، الأشعري، دولة المرابطين، المواقف، التطور.

تتناول هذه الدراسة أهم المفاهيم المتعلقة بتفسير مصطلح التصوف (لغة-اصطلاحا)، إضافة إلى عرض أهم الآراء الدائرة حول نشأة التصوف وانتشاره عامة وبإقليم توات خاصة، مع ذكر أهم الطرق الصوفية المنتشرة في الإقليم وفروعها المستحدثة فيه، واستظهار أهم خصائصها من حيث أهدافها العليا والتنظيم الصوفي القائمة عليه، بالإضافة إلى استخلاص تأثيراتها في الحياة الروحية والاجتماعية بإقليم توات.

يعتبر التوثيق أحد أنواع العلوم الذي يهدف إلى حفظ المعلومات، ونقلها لاستخدامها في مراجع أخرى، ويُعتبر بول أوتليت وهنري لافونتين هما من قاما بتأسيس هذا العلم لحاجة المجتمع والأمم القادمة إليه، ويوجد العديد من أنواع التثويق كالكتابيّة التي تستمد من الكتب، والمؤلفات، والمخطوطات، والصحف، والمجلات، بالإضافة إلى التوثيق الإذاعيّ، والمصوّر، وغالباً ما يتمّ استخدامها في الأبحاث، والتقارير الجديدة تجاه أحداث جديدة تهمّ المجتمع.
تتنوَّع طُرق توثيق المراجع بالنسبة للبحث العلمي، وقبل أن نستعرض التفاصيل المتعلقة بذلك، سوف نُوضِّح تعريف مصطلح البحث العلمي، والخطوات المتعلقة بطريقة عمل البحث العلمي، وأهمية توثيق المراجع في البحث العلمي، وفي النهاية سوف نسرد التفاصيل المتعلقة بطريقة التوثيق Harvard.
تعريف مصطلح البحث العلمي:
· التعريف: "البحث العلمي هو الذي يهدف إلى الوصول للنظريات والفروض العلمية، ثم وضعها في إطارها العلمي السليم، وإرساء القواعد المتعلقة بهذا الأمر".
· تعريف آخر للبحث العلمي: "هو الطريقة التي يمكن عن طريقها الاستعلام بأسلوب منظم ودقيق، بهدف اكتشاف البيانات والمعلومات المتعلقة بمشكلة أو ظاهرة، والعمل على تصحيحها أو تطوير شكلها الحالي".
· تعريف آخر لمفهوم البحث العلمي: "هو العملية المنوطة باكتشاف المعارف، من خلال التنقيب والدراسة والفحص، وفقًا للوسائل الدقيقة المتبعة، وبالتالي القيام بعرض ذلك المنهج، والمساهمة في تنمية البشرية".

مما لا شك فيه أن العلاقات الثقافية بين الدول، من العوامل التي تغذي الحياة الفكرية، و تبعث فيها النشاط و التنوع و هي من الأمور التي تلجأ إليها الدولة بقصد منها، أو تحدث بعوامل أخرى لا دخل للدولة فيها إذ لا يمكن لأي دولة، مهما كانت، الاستقلال بفكر معين لديها دون أن تتأثر بالفكر الخارجي المحيط بها أو تؤثر فيه. فعملية التأثير و التأثر بارزة، و أبرز ما تكون في الدول العربية الإسلامية مشرقها و مغربها.
و قد ساهم احتكاك الحماديين بالأندلسيين و الأفارقة و الصقلييين و غيرهم إلى تفاعل الثقافات، مما ساعد في تشكيل الملامح الأساسية للشخصية الثقافية و ازدهارها و رقيها.
كما إن أهم ظاهرة يلحظها الباحث في دراسته للحياة الفكرية هي ظاهرة التنافس الثقافي بين المشرق الإسلامي و المغرب الإسلامي و الأندلس خاصة بين عواصمها، و اشتهار إن لم نقل تخصص كل حاضرة بلون معين من العلوم، و كان سبب نجاح هذا التنافس بالنسبة للحماديين رعاية أئمتهم للعلماء و المفكرين و تشجيعهم و إغداق الأموال عليهم.
و مما زاد في إشعاع الحركة الفكرية في الدولة الحمادية - بمركزيها القلعة و بجاية فيما بعد- إشعاعا فكريا هو تنقل طلاب العلم و المشائخ بين الحواضر الإسلامية في شكل بعثات و رحلات علمية. حيث كانت للدولة الحمادية علاقات ثقافية وطيدة بعديد من الدول بالمغرب الإسلامي عامة و الأندلس على وجه الخصوص، هذا ما جعل دولة بني حماد صفحة من ألمع صفحات الحضارة الجزائرية الإسلامية. و لعل السؤال الذي يطرح نفسه:
- فما هي العلاقات الثقافية التي أقامها الحماديون مع الأندلس ؟ و ما مدى مساهمتها في الحياة العلمية بالدولة تأثيرا و تأثرا؟

هو عبارة عن كتاب جماعي شارك فيه مجموعة من الباحثين من مختلف جامعات الحزائر و حتى من جامعات عربية يضم مجموعة من البحوث و الدراسات التاريخية و الاجتماعية و هي مهداة للمرحوم الأستاذ كمال صوشي الذي توفي إثر حادث مرور في شهر سبتمبر 2017

كان لقيام دولة المرابطين دورا كبيرا و أثرا بالغ الأهمية في المغرب عامة والأندلس خاصة، لا سيما تلك البصمات التي تركتها عبر قرابة قرن من الزمن، واستطاعت أن تشكل كيانا اجتماعيا قويا رغم اختلاف العناصر البشرية المكونة للمجتمع المرابطي. و رغبة منا في التعرف على الواقع الاجتماعي الذي عاشت في ظله تلك العناصر المكونة لهذا المجتمع، وإعطاء صورة ولو بسيطة للقارئ حتى تتكون لديه فكرة عنه، قمنا بهذه الدراسة التي جاءت تحت عنوان: جوانب من الحياة الاجتماعية لدولة المرابطين، و اهتممنا بدراسة العناصر المكونة للمجتمع المرابطي، كما أشرنا إلى هذه العناصر والمتمثلة في البربر والعرب ويعتبران عنصران أساسيان في التشكيلة الاجتماعية إضافة إلى العناصر الأخرى كالأقليات و أهل الذمة.
الكلمات المفتاحية: طبقات المجتمع، العرب، البربر، الدولة المرابطية.
: Abstract
Ther was for the emergence of the Almoravids state a great role and remarkable influence in the Maghreb in general and Andalusia in perticular. Especially that inpressions which it left throughout centre of time and its ability to form a strong social being despite of the fact that it had an extremely diverse population. In order to know the social fact which of the component elements formed that society lived in. Moreover, giving even a simple picture to the reader to have an idea about it, we carried out this study entitled under :Parts of Almoravid'ssocial life. We interested in studying the component elements of Almoravid's society and we mentioned those elements which are the Barbarians and the Arabs whom they considered as the most important elements in the social collection. In addition to other elements as minorities and Ahle Althimma
Key words : classes, society, Arabs, Barbarians, Almoravid's state

عتبر الصناعات والحرف اليدوية إحدى أهم مقومات الجذب السياحي في تحريك قطاع القوى العاملة وخاصة في القرى والأرياف والتركيز على أهمية المعارض المحلية والدولية في تفعيل أطر الترويج والتعريف والجذب السياحي للمنتجات الحرفية، والبحث عن فرص جديدة مع أهمية اللقاءات الدورية بين خبراء السياحة والفنانين المتخصصين في هذه الحرف والقائمين على ميدان الصناعات والحرف اليدوية والممولين والمسوقين بهدف التشاور وتحديد سياسات مشتركة في هذا المجال، لتحديد حجم المنافسة واتجاهات السوق، ودراسة حجم الدخل وفرص العمل التي يوفرها هذا القطاع، ووسائل الجذب التي يمكن من خلالها ربط زيارات الوفود السياحية للاطلاع على المعارض والمراكز التي يتم انتاج وصناعة وعرض هذه الحرف من قبلها، والاهتمام بأذواق المشترين مع الحفاظ على الأصول اليدوية، والبحث عن الجودة ومجالات جديدة للابتكار والابداع وتجربة الأفكار والتصاميم الجديدة، من خلال المسابقات التنافسية للحرفيين للخروج بجودة في المنتجات مع العمل على تدريب ورفع مؤهلات الحرفيين العاملين في المراكز الحرفية.

ومن أهم القضايا المتعلقة بالصناعات والحرف اليدوية هي التصاميم والطرق المتبعة والتعاون الفني وتنمية المهارات، وتبادل التقنيات المطبقة، وتحسين جودة المنتج، والتعليم والتدريب، والتمويل والاقتصاد والسوق والمصاعب الموجودة والرعاية والسياسات الوطنية، والعمل على إيجاد الحلول لبعض المشاكل الرئيسية التي تواجه مستقبل حركة تنمية الصناعات والحرف اليدوية.

الكتاب عبارة عن مجموعة من البحوث و الدراسات التاريخية و قد جاءت متنوعة بين مختلف حقب التاريخ القديم و الوسيط و الحديث و المعاصر أبدع فيها مجموعة من الباحثين من جامعة المسيلة و بقية جامعات الوطن و حتى من جامعات عربية

يعزي الازدهار الثقافي و الحضاري الذي عرفته الدولة الحمادية 397ه /ـ1007 م إلى الجهود الأولى التي قام بها علماء مدينة قلعة بني حماد بالمغرب الأوسط نذكر منهم: علي بن معصوم القلعي ، إبراهيم بن حماد أبو إسحاق القلعي ،أحمد بن محمد بن أحمد المسيلي ،علي بن أبي بكر القلعي..... و غيرهم .
و تسلط صفحات المقال الضوء على تراجم هؤلاء العلماء الذين أسهموا أيما إسهام في النهضة الفكرية التي عرفتها مدينة القلعة خلال القرن الخامس الهجري الحادي عشر ميلادي و ما بعده ، إلى جانب علماء آخرين وفدوا عليها من بيئات مختلفة، بالإضافة إلى مجهودات العلماء القلعيين. حيث شجع موقع المدينة الجغرافي و ظروفها على تلاقح الأفكار و ثرائها.
كما نشير إلى أن مدينة القلعة ظلت خزانا للعلماء و الفقهاء، رغم تراجع دورها السياسي فيما بعد ، و لقد تحكم هؤلاء العلماء الذين أشرنا إليهم في علوم عصرهم، و ساهموا في بثها بين أجيال من الطلبة و المتعلمين، أثروا باجتهاداتهم من خلال مؤلفاتهم.و لم يكن هؤلاء العلماء بمعزل عن مجتمعهم، بل ساهموا في تطويره و خدمته، و من خلال الوظائف التي شغلوها. و المهام التي أوكلت لهم.

لقد كان للعلماء دورا كبير ومتميز في الحضارة الإسلامية من خلال المشاركة في إثراء الحياة الفكرية والثقافية ،وكذا المشاركة في الحياة السياسية وغيرها.
ومن هؤلاء العلماء نجد العلّامة ابن حزم الأندلسي الذي كان فرعا شامخا من فروع المعرفة والحفظ في بلاد الأندلس، ولعل لهفة شوقنا لاختيار هذا الموضوع هو تفنن هذه الشخصية في مختلف العلوم فلم يترك علما إلا ودرسه ما عدا علم الرياضة، فكان لنا شوق لأن نتعرف على هذا العالم الذي زودنا بالكثير.
ومن هنا جاء اختيارنا لهذه الشخصية الفذة كموضوع لهذا المقال، فجاء عنوانه كما يلي: حياة ابن حزم الظاهري الأندلسي ( 384هـ-456هـ) (994م-1063م)

إن الثورات العلمية التي شهدها العالم الغربي واعتماده المنهج العلمي في البحث والتفكير بدت آثارها واضحة بالتطور والتقدم في دراسة مختلف العلوم وهو أيضا ساعدت الباحث الغربي في الوصول إلى مختلف المعارف والمعلومات وحل المشكلات الحياتية واكتشاف التقنية المتطورة. لكن الأمر ليس كذلك إذا ما تعلق الأمر بالباحث والقارئ العربي المسلم الذي وجد نفسه واقعا في مأزق تاريخي من جهة ومنهجي من جهة أخرى فهو مكبل بتراث ديني يساهم في تشكيل وعيه ويؤثر في لاوعيه ويسكن في منطقه ويوجه سلوكه اليومي. وهو أيضا ابن هذا العصر شاء أم أبى، وإن لم يقبل الحداثة والعصرنة فلن يستطيع مواكبة ما يحدث في العالم ويكون مكانه على الهامش. بسبب هذه الإشكالية تعالت صيحات مفكرين وباحثين عرب ومسلمين شعروا بالمشكلة فطالبوا بالتجديد كضرورة ملحة وواقعية وذلك بإعادة النظر في التراث وخاصة الموروث الديني، لجعله يتماشى مع حاجات العصر ومتطلباته. كل ذلك في خضم التطور الحاصل في العالم الغربي ورغبة من الانسان العربي في مواكبة ما وصل اليه الاخر وإيجاد مكانة له في العالم. كما أن الفكر الغربي، ومنذ القطيعة الابستمولوجية التي رفعها ضد كل ما هو غيبي كرد فعل اتجاه تعسف الكنيسة وتسلط رجال الدين آنذاك، اتجه إلى تبني المنهجية العلمية كطريقة في البحث والتفكير، والتي اضحى لا يرى غيرها ولا يؤمن إلا بها، حتى إنه بلغ بها أقصى درجات التحكم والضبط والتنبؤ. وبذلك ورث القيادة العالمية وبسط نفوذه وفرض سيطرته على بقية ابناء العالم مستعملا ترسانة قوية من التكنولوجيا والمعلوماتية. وحينها احتار المفكر والقارئ العربي والمسلم في اختياره فإما هو معاصر لروح العلم يرفض كل ما ينفي ذلك أو هو وارث لثقافة غير علمية وتراث تشوبه الشوائب من كل جهة. وبين هذا وذلك ظل يتلمس طريقا يجمع فيه بين التراث والفكر المعاصر وهنا ظهرت صعوبة التجديد وغدا يطرح تساؤلاته ويدرسها عله يجد مخرجا فكريا ومنهجيا لأزمته، وحلا يضن به في أن يكون عربيا مسلما حقا ومعاصرا حقا في آن واحد. حتى كثرت التساؤلات حول إن كان ثمة طريقا يجمع بينهما؟ وهل يمكن تجديد التراث طبقا لمقتضيات العصر والدفع بالمفكر العربي نحو التقدم العلمي والمشاركة العالمية؟ وإذا كان ذلك صعبا فأين تكمن الصعوبة وما معيقات تجديد التراث الديني؟ وبأي منهجية يتم هذا التجديد خاصة بعد تبني المنهجية العلمية الغربية في العالم؟

تعتبر الثورة التحريرية من أبرز وأروع صور الكفاح التي عاشها الشعب الجزائري، طيلة قرنا واثنين وثلاثين سنة، تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، الذي حاول مسح ومحي شخصيته العربية الإسلامية، لكن الجزائر لم تستسلم ولم تغفل عن مقاومة الاحتلال، وقد توجت هذه المقاومة بثورة أول نوفمبر 1954. فهي ثورة غنية الأبعاد، متعددة الجوانب، بالإضافة إلى تصديها لقوى الاستعمار الفرنسي العسكرية، فقد كانت حرب نفسية وإعلامية وفكرية، إلى جانب النشاط الدبلوماسي لمجابهة الصراع على المستوى الدولي خاصة قوة الدبلوماسية الفرنسية في العالم. فما كان لأحد في العالم أن يهتم بالقضية الجزائرية قبل ثورة الفاتح من نوفمبر، حيث كان الجميع يعتبر الجزائر مقاطعة فرنسية "الجزائر فرنسية" فكانت هذه الثورة الهزة التي زعزعت أوهام فرنسا، وأثبتت لها أن الجزائر جزائرية لا يمكنها أن تكون إلا ذلك، فلها خصوصياتها ومميزاتها التاريخية والثقافية والدينية التي لا يمكن للاستعمار الفرنسي الذي ألقاها في سياسته الاستعمارية أن يلغيها من ذاكرة الشعب الجزائري الذي احتضن الثورة منذ انطلاقها، وهذا ما استقطب مساندة قوية، وتأييدًا عربيًا متزايدًا لحرب التحرير الجزائرية، وأهل الثورة الجزائرية لتكون نموذجًا رائدًا لحركات التحرر العربية وحتى العالمية، حيث أدى إلى تأييد الرأي العام العالمي "الأسيوي والأوربي"، وهكذا دخلت القضية الجزائرية من الباب الواسع إلى أهم وأكبر التنظيمات الدولية، عن طريق الدبلوماسيين الجزائريين الذين عملوا داخل هذه التنظيمات ليكسبوا القضية طابع الشرعية الدولية بجميع الوسائل من خلال السند المعنوي والسياسي، والتدعيم المادي والمالي، والعسكري للثورة الجزائرية لهدف أسمى، وهو استقلال الجزائر. و إلى هنا يمكننا طرح التساؤل الآتي : ما هو دور الدبلوماسية الجزائرية داخل هذه المنظمات الأفروآسيوية ؟ وما هو دورها في المنظمات الدولية لإبراز القضية الجزائرية على الساحة الدولية؟

إن الباحث في أحداث الثورة الجزائرية ووقائعها في الشريط الحدودي كما في باقي الجهات بدءا من القاعدة الشرقية إلى آخر نقطة منه، في القاعدة الغربية من البلاد لا يجد مشقة في الاهتداء إلى الآثار و المعالم المتبقية من الثورة التحريرية، فحيثما وليت وجهك تجد هذه الآثار التي مازالت عالقة على جذوع الأشجار و فروعها، و في أعمدة و أسلاك الخطوط المكهربة المطروحة على أطراف الطرق والممرات، و عبر مسالك و قمم الجبال و التلال، كما تجدها ماثلة للعيان في بقايا وسائل التدمير والإبادة كالخراطيش و شظايا المدافع و القنابل المحرقة، و في الآثار الجسدية المتبقية عن المجاهدين من جراء التعذيب و حمل السلاح، ضمن دوريات جيش التحرير، كما تجد تلك الآثار جلية واضحة في رفات الشهداء، المنتشرة هنا و هناك بين الشعاب و في داخل الكهوف، و دهاليز المعتقلات و السجون و زنزاناتها، و مراكز الإستنطاق و التعذيب و المراقبة المنتشرة في مختلف جهات الوطن، كما تجد تلك الآثار محفورة في ذاكرة و وجدان المجاهدين الأحياء الذين مازالوا يرونها بكل أمانة و إخلاص رغم تقدمهم في السن بعد مرور ما يقرب من 56 سنة عن إستقلال الجزائر.

رغم قصر العمر الزمني الذي حكمت فيه دولة بني حماد في القلعة إلا أنها شهدت الكثير من المهام العمرانية كالبناء والعمارة والهندسة، فقد اعتنى الحماديون بالفن المعماري اعتناء كبيرا، و قد أشار ابن خلدون إلى ذلك في معرض حديثه عن القلعة: " وتم بناؤها وتمصيرها على رأس المائة الرابعة وشيد بناياتها وأسوارها، واستكثر فيها من المساجد والفنادق، فاستبحرت في العمارة واتسعت بالتمدن ورحل إليها من الثغور القاسية والبلد البعيد طلاب العلوم وأرباب الصنائع "، فهذا النص يدل على ما وصلت إليه القلعة من رقي ونمو حضاري و عمراني.
فحماد قد عمل على إنشاء حضارة من أرقى الحضارات ببنائه القصور والأبراج وقد سار على نهجه أمراء الدولة الحمادية خاصة الناصر.
فمن خلال الحفريات التي قام بها كل من بلانشي ودي بيلي في القلعة تبين مدى التقدم الذي أحرزه الحماديون في هذا الفن، فقد كانت الهندسة المعمارية من أشهر ما عرف من نواحي التقدم الحمادي، و ذلك من خلال الإبداع في تشييد الأسوار والقصور والمساجد وغيرها من البنايات، حيث قاموا بإحضار المهندسيين من افريقية ومن المشرق لتشييد هذه البنايات المختلفة من أسوار و مساجد و قصور.

تختص هذه الدراسة بتوضيح نشأة الخوراج في المشرق الإسلامي و انتقالهم إلى بلاد المغرب الإسلامي، و التي نحاول من خلالها تسليط الضوء على نشأة هذه الحركة المذهبية في المشرق الإسلامي و كيف تسرب فكرها و انتقل إلى بلاد المغرب محدثا بذلك تحولا مذهبيا و عقديا في فكر المغاربة، و مؤسسا بذلك دولا و كيانات سياسية به ( الدولة الرستمية/ الدولة المدرارية)، هذا التحول المذهبي كان له الأثر الكبير في بقية التيارات المذهبية في هذه البلاد حيث دخل في صراع و مواجهة مباشرة مع أهل السنة و الشيعة و غيرهم من الفرق و الجماعات بهذه البلاد.
و لدراسة هذا الموضوع قسمنا هذه الدراسة إلى مبحثين ، تطرقنا في المبحث الأول إلى نشأة حركة الخوراج في المشرق الإسلامي بدأ بموقعة صفين 37هـ، كما تناولنا فيه أهم أفكار الخوارج و أسمائهم. بينما عالجنا في المبحث الثاني دخول و انتشار الخوارج في بلاد المغرب الإسلامي .
و قد اعتمدنا في ذلك على مصادر و مراجع عديدة تخدم الدراسة. و خلصنا في نهاية الدراسة إلى خاتمة ضمناها مجموعة من النتائج التي توصلنا إليها في هذه الدراسة.

يتميز إقليم توات بمميزات مختلفة، منها ما هو بشري ومنها ما هو طبيعي، ومنها ما هو جغرافي، ومنها ما واقتصادي هذه المميزات جعلته يختلف عن غيره من باقي الأقاليم الصحراوية، مكنته من أن يلعب دورا هاما في التجارة الداخلية والخارجية و التي لعبت دورا هي الأخرى في تاريخ الإقليم و تطوره، بالإضافة إلى تلك التغيرات التي عرفها في ميادين مختلفة منها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. فإذا ألقينا نظرة حول الإقليم من حيث أصل التسمية والموقع والتضاريس، وكذا السكان والأوضاع التي عرفها الإقليم خاصة في القرن 19 لوجدنا أن أصل التسمية لها عدة روايات وأراء لدى المؤرخين. ومنها ما ذكره محمد بن أمبارك: الذي يقول أن أصل الكلمة أعجمي أطلقتها قبائل لمتونة عندما التجأت إلى الإقليم في القرن7هـ، وذلك عندما وجدوا أن المكان يواتيهم كما ذكر عبد الرحمان السعدي أن التسمية ترتبط بقصة سلطان مالي كنكان موسى في رحلته إلى الحج، حيث أنه مر بالمنطقة فأصابه وجع في رجله وكانت علة السعدي أن معنى ذلك في لغة سنغاي تعني توات ويرى أبو عبد الله الأنصاري صاحب كتاب فهرسة الرصاع أن أصل التسمية لإحدى قبائل الصحراء الذين يدعون بالملثمين . ويرى ماندوفيل أحد المؤرخين الغربيين أن توات تطلق على مجموعة من الواحات المنتشرة بالمنخفض العميق لوادي الساورة. في حين ذهب أحمد بوساحة والذي فسر التسمية على أساس جغرافي وذلك من خلال دراسته للتسمية ومقارنتها باللغات القديمة . ومن خلال الروايات المعروضة يمكن ترجيح الروايات التي ترد أصل التسمية إلى الأصول البربرية الزناتية بحكم أن معظم قصور توات تحمل أسماء بربرية .

تختص هذه الدراسة بتوضيح العلاقات الثقافية بين الدولة الحمادية "مرحلة القلعة " و بقية الدول المجاورة لها كالدولة الزيرية و الفاطمية و المرابطية، و كذا صقلية و بلاد الأندلس خلال الفترة ( 408-461هـ/1017-1070م)، و التي نحاول من خلالها تسليط الضوء على طبيعة العلاقة بين هاته الدول و الدولة الحمادية، و التي تميزت بالتعاون و نسج علاقات وطيدة في الجانب الثقافي. و لدراسة طبيعة هذه العلاقات الثقافية التي كانت تربط بين الدولة الحمادية مرحلة القلعة و بقية الدول المجاورة لها، تطرقنا في بداية الأمر بالتحدث عن العلاقات مع بني عمومتهم الزيريين، ثم الفاطميين وصولا إلى علاقاتها مع الدولة المرابطية، و في الأخير تحدثنا عن العلاقات الثقافية الخارجية التي ربطت الدولة الحمادية بكل من جزيرة صقلية و بلاد الأندلس. و قد اعتمدنا في ذلك على مصادر و مراجع عديدة تخدم الدراسة. و خلصنا في نهاية الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن قلعة بني حماد ربطت علاقات مع مختلف الشعوب و الأمم، ذلك أن أهلها أيقنوا بقيمة و حقيقة التفاعل فنسجوا علاقات تفيدهم في تطوير الثقافة و المعرفة بها.

إن بداية أي فتح أو غزو في القديم أو الحديث يتطلب من أي أمة استقصاء الأخبار والإمعان في الموقع الجغرافي والحالة السياسية والاجتماعية لذلك المجتمع بغاية التحصين والاستعداد.كذلك كان الأمر مع جزيرة صقلية عندما فكر الفاتحون الأوائل في ضمها للبلاد الإسلامية.وانطلاقا من هذه المعطيات نقول: أين تقع صقلية؟و ما هي الشعوب التي سكنتها؟ كيف كانت أحوال صقلية قبيل الفتح الإسلامي

تحتل قلعة بني حماد مكانة إستراتيجية كبيرة وموقع حصين ، و تعتبر نقطة وصل بين الشرق والغرب وهي قلعة كبيرة ذات منفعة وحصانة .
تم تأسيس مدينة القلعة على يد حماد بن بلكين واستطاع فرض نفسه كرجل جدير بتأسيس أول دولة مستقلة في المغرب الأوسط وعرف بأنه ذو شخصية قوية يتميز بالذكاء والفطنة والحنكة السياسية والعسكرية .
قام حماد بعد وفاة باديس بالزحف على أشير وثم زحف على باغاية لكنه انهزام أمام عساكر المعز فطلب حماد الصلح من المعز فعقد له المعز الصلح وانتهت الحرب بينهما وانقسمت صنهاجة إلى دولتين دولة آل زيري ودولة بني حماد ملوك القلعة وهكذا كان قيام الدولة الحمادية بعد اعتراف الزيريين بها .

إذا كانت منطقة المغرب الإسلامي تشكل إحدى حواضر دولة الإسلام، فإنه كان من الطبيعي أن تنتقل المذاهب الفقهية من المشرق إلى المغرب الإسلامي. إلا أننا نتساءل هل كان لهذه المذاهب نفس الحضور؟ أم أن مذهبا ساد و انتشر على بقية المذاهب في بلاد المغرب؟
الأكيد أن المغرب الإسلامي قد دخلته المذاهب المختلفة مثل المالكية و الظاهرية و الشافعية و الحنفية و الحنبلية و الشيعية و غيرها كثير ، ذلك تحت تأثير الرحلات التجارية و العلمية في إطار التواصل الحضاري و الثقافي و الروحي بين المشرق و المغرب،و قد ساهم في انتشارها طلبة العلم المغاربة و المشارقة الذين وفدوا على هذه البلاد، غير أن الوضع المذهبي ببلاد المغرب قد أخذ شكله النهائي بسيطرة شبه كاملة للمذهب المالكي، و ذلك منذ نهاية القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، حيث أخذ المذهب المالكي يسود المغرب و الأندلس حتى أصبحت له السيادة الكاملة خلال القرنين الرابع و الخامس الهجريين لا سيما على عهد الزيريين و المرابطين.
و قد فرضت الاتجاهات الفكرية التي ظهرت في القرنين الثاني و الثالث الهجريين تحديا عقديا على أهل السنة مشرقا و مغربا، حيث نشطت في الساحة الفكرية آراء و أفكار الفرق المبتدعة، التي تأثر بعضها بالفلسفة اليونانية و غيرها. و شكل ذلك خطرا كبيرا على العقيدة الإسلامية، مما حدا بعلماء المذاهب السنية إلى الدفاع بكتابات و مناظرات، و كان من بينهم الإمام أبو الحسن الأشعري( ت324هـ) الذي تمرس بمناهج المعتزلة العقلية، و كان أحد أئمتها، و كان ذا إلمام واسع بعناصر قوتها و ضعفها، فاقترح منهجا عقديا جمع فيه بين الاستدلال بالكتاب و السنة و بين الاستدلال العقلي، أي قواعد علم الكلام. و الذي سيكتب له الدخول إلى التربة المغاربية مع نهاية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي.

إذا كانت منطقة المغرب الإسلامي تشكل إحدى حواضر دولة الإسلام، فإنه كان من الطبيعي أن تنتقل المذاهب الفقهية من المشرق إلى المغرب الإسلامي. إلا أننا نتساءل هل كان لهذه المذاهب نفس الحضور؟ أم أن مذهبا ساد و انتشر على بقية المذاهب في بلاد المغرب؟
الأكيد أن المغرب الإسلامي قد دخلته المذاهب المختلفة مثل المالكية و الظاهرية و الشافعية و الحنفية و الحنبلية و الشيعية و غيرها كثير ، ذلك تحت تأثير الرحلات التجارية و العلمية في إطار التواصل الحضاري و الثقافي و الروحي بين المشرق و المغرب،و قد ساهم في انتشارها طلبة العلم المغاربة و المشارقة الذين وفدوا على هذه البلاد، غير أن الوضع المذهبي ببلاد المغرب قد أخذ شكله النهائي بسيطرة شبه كاملة للمذهب المالكي، و ذلك منذ نهاية القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، حيث أخذ المذهب المالكي يسود المغرب و الأندلس حتى أصبحت له السيادة الكاملة خلال القرنين الرابع و الخامس الهجريين لا سيما على عهد الزيريين و المرابطين.
و قد فرضت الاتجاهات الفكرية التي ظهرت في القرنين الثاني و الثالث الهجريين تحديا عقديا على أهل السنة مشرقا و مغربا، حيث نشطت في الساحة الفكرية آراء و أفكار الفرق المبتدعة، التي تأثر بعضها بالفلسفة اليونانية و غيرها. و شكل ذلك خطرا كبيرا على العقيدة الإسلامية، مما حدا بعلماء المذاهب السنية إلى الدفاع بكتابات و مناظرات، و كان من بينهم الإمام أبو الحسن الأشعري( ت324هـ) الذي تمرس بمناهج المعتزلة العقلية، و كان أحد أئمتها، و كان ذا إلمام واسع بعناصر قوتها و ضعفها، فاقترح منهجا عقديا جمع فيه بين الاستدلال بالكتاب و السنة و بين الاستدلال العقلي، أي قواعد علم الكلام. و الذي سيكتب له الدخول إلى التربة المغاربية مع نهاية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي.

مما لا شك فيه أن الدولة الحمادية من أبرز الدويلات التي ظهرت بالمغرب الإسلامي، حكمت المغرب في العصر الوسيط الإسلامي، و يعتبر ظهورها إبرازا لذلك العصر السياسي ، من عصور المغرب الإسلامي، الذي قسم فيه المغرب بين أمراء مختلفين و مشتتين، يسعى كل منهم لتوسيع رقعة بلاده.
و كانت القلعة هي حصن أمراء بني حماد، الذي يلجئون إليه وقت الخطر، كما كان الحال مع المهدية بالنسبة للفاطميين و بني زيري و القصر القديم بالنسبة للأغالبة. و المنصورية بالنسبة للفاطميين في أخريات أيامهم بافريقية.
و قلعة بني حماد تعتبر من أعاظم القلاع التي أنشأها المسلمون في تاريخهم، و هي تقارن بقلعة حصن الأكراد بالشام و التي بناها الصليبيون في الشام و استولى عليها صلاح الدين و كذلك قلعة صلاح الدين في القاهرة.
و قد خلفت الدولة الحمادية بعد انتقالها إلى بجاية إرثا حضاريا ماديا ورائها ممثلة في معالم أثرية في مدينة القلعة ، خاصة الجانب العمراني من قصور و مساجد و أسوار.
و من هنا يمكن أن نتساءل:
فيما تتمثل هاته المخلفات العمرانية ؟ و كيف ساهمت في البناء الحضاري لهاته الدولة؟

شهد المغرب الإسلامي قيام عدة دول و كيانات سياسية، غير أن أول دولة مستقلة عرفت بالمغرب الأوسط ، هي الدولة الحمادية بالقلعة ثم بجاية خلال القرن الخامس هجري الحادي عشر ميلادي. و التي كان لها الأثر الكبير في بناء هذا الصرح الكبير من تاريخ المغرب الإسلامي طيلة قيامها و حتى بعد سقوطها، و قد برزت مدينة القلعة كعاصمة سياسية لهاته الدولة، و التي تمتعت بأهمية عسكرية و إستراتيجية في تلك الفترة .

جاء التطور العلمي بقلعة بني حماد في فترة زمنية مهمة تميزت بوصول الحضارة العربية الإسلامية إلى قمتها في المشرق والأندلس وألقى بظلاله على قلعة بني حماد التي ازدانت بها الحياة الفكرية بنهضة كبيرة في مجال العلوم النقلية والعقلية، غير أنه يجب أن نشير في البداية إلى تصنيف العلوم قبل الحديث عن مظاهر الحياة العلمية من علوم و علماء في قلعة بني حماد.
تصنيف العلوم .
مما لا شك فيه أن العلوم تصنف إلى صنفين رئيسيين: الصنف الأول ، أطلق عليه اسم العلوم النقلية أو الشرعية، و الصنف الثاني أطلق عليه اسم العلوم العقلية أو الحكمية.
العلوم النقلية أو الشرعية هي العلوم المنقولة عن السلف، ليس فيها مجال للابتكار و الاختراع، أو هي تلك العلوم التي يرجع الأصل فيها إلى الشرعيات من الكتاب و السنة و التي هي مشرعة لنا من الله و رسوله، و ما يتبعها من علوم لازمة لتمام الإفادة منها، و مهمة الباحث فيها شرحها و تفسيرها و حسن عرضها و الكشف عن جوانب الغموض فيها.
أما العلوم العقلية أو الحكمية، ففيها الابتكار و الاختراع و التجديد و الإضافة أو هي العلوم التي يهتدي إليها الإنسان بالعلم عن طريق إعمال الفكر و التجريب.
كما نجد أن علوم كل صنف من هذين الصنفين تتفرع إلى علوم أخرى فرعية، وهذه الأخيرة تتفرع في بعضها مرة أخرى إلى فروع.

شهد المغرب الإسلامي قيام عدة دول و كيانات سياسية، غير أن أول دولة مستقلة عرفت بالمغرب الأوسط ، هي الدولة الحمادية بالقلعة ثم بجاية خلال القرن الخامس هجري الحادي عشر ميلادي. و التي كان لها الأثر الكبير في بناء هذا الصرح الكبير من تاريخ المغرب الإسلامي طيلة قيامها و حتى بعد سقوطها، و قد برزت مدينة القلعة كعاصمة سياسية لهاته الدولة، و التي تمتعت بأهمية عسكرية و إستراتيجية في تلك الفترة .

كان سكان المغرب الأوسط في فترة العصر الوسيط يعتمدون اعتمادا كبيرا على الفلاحة، التي ارتبطت بالأرض والماء والتقنيات والمجهود البشري، وتختلف التقنيات المتبعة من منطقة إلى أخرى، وربما داخل المنطقة الواحدة، لأن المهارات أيضا تختلف كما هو الشأن أيضا في طبيعة الأرض وعطائها ودرجة غنى تربتها وقابلية مناخها لهذا النوع الزراعي أو ذاك.
وقد دخل الفقه الإسلامي بكل ثقله من أجل حل المشكلات الزراعية و الاروائية التي تكاد لا تنتهي في بلاد المغرب الإسلامي، وعمل هذا الفقه على تناول كل المسائل الطارئـة والمتعلقـة بالأرض والحرث والعمال ورب الأرض ، ومن بينها الإنتاج الزراعي في المغرب الأوسط، وقد حمل كتاب المعيـار المعرب خاصة منه الجزء الخامس كاملا وقسم من الجزء السادس الذي تناول نوازل المعاوضات و البيوع و الكثير من هذه المسائل، ومن ثم فان المعلومات التي تنقلها النوازل والإجابات التي قدمها الفقهاء في هذا الكتاب تسمح بالتعرف على الكثير من مظاهر النشاط الفلاحي خاصة فيمما يتعلق بالمنتجات الزراعية.
و مما لا شك فيه أن التنوع الطبيعي والإقليمي الذي يتمتع به المغرب الأوسط، انعكس إيجاباً على مردوده الفلاحي النباتي منه والحيواني على مر العصور التاريخية، وهذا ما أظهرته معظم أسواقـه التي عرفت رواج أنواع مختلفة مما جادت به أراضيه من فواكه وخضر، أو مما جادت به فصائلـه الحيوانيـة الممتازة كما و نوعا.

يعزي الازدهار الثقافي و الحضاري الذي عرفته الدولة الحمادية 397ه /ـ1007 م إلى الجهود الأولى التي قام بها علماء مدينة قلعة بني حماد بالمغرب الأوسط نذكر منهم: علي بن معصوم القلعي ، إبراهيم بن حماد أبو إسحاق القلعي ،أحمد بن محمد بن أحمد المسيلي ،علي بن أبي بكر القلعي..... و غيرهم .
و تسلط صفحات المقال الضوء على تراجم هؤلاء العلماء الذين أسهموا أيما إسهام في النهضة الفكرية التي عرفتها مدينة القلعة خلال القرن الخامس الهجري الحادي عشر ميلادي و ما بعده ، إلى جانب علماء آخرين وفدوا عليها من بيئات مختلفة، بالإضافة إلى مجهودات العلماء القلعيين. حيث شجع موقع المدينة الجغرافي و ظروفها على تلاقح الأفكار و ثرائها.
كما نشير إلى أن مدينة القلعة ظلت خزانا للعلماء و الفقهاء، رغم تراجع دورها السياسي فيما بعد ، و لقد تحكم هؤلاء العلماء الذين أشرنا إليهم في علوم عصرهم، و ساهموا في بثها بين أجيال من الطلبة و المتعلمين، أثروا باجتهاداتهم من خلال مؤلفاتهم.و لم يكن هؤلاء العلماء بمعزل عن مجتمعهم، بل ساهموا في تطويره و خدمته، و من خلال الوظائف التي شغلوها. و المهام التي أوكلت لهم.