M. BENYAHIA Abbas

متابعة للتطورات الحديثة والمعاصرة في الفلسفة والنقد، ونظرا للعلاقة الوطيدة بينهما، تتوجه المداخلة إلى دراسة تأثر النقد الأدبي بالفلسفة البيئية ما أدىإلى ظهور الأدب البيئي ثم النقد البيئي، وهو ما يعمل البحث على متابعته انطلاقا من التأسيسات المختلفة

نشر هذه الرسالة الصغيرة والمغمورة هام جدا؛ لدورها في إبراز الجانب الصوفي في شخصية أبي عبد الله محمد بن النعمان، ولأنها تضيف معلومات عن شيوخه ومن روى عنهم، وكذلك عن مجتمعه المغاربي خصوصا. كما أنها يبين خطأ من ترجموا له عند جرد مؤلفاته، حيث لم يتجاوزوا ذكر بعض منها. ومن الواضح أنه كتبها وهو منشغل بمسألة التزلف للملوك والوقوف عند أبواب الأكابر وترك باب الله. وهو ما دفعه إلى بذل الجهد وحشد مأثورات ومرويات لتأكيد ضرورة السير إلى باب الله وحده.

قد يكون المنجز الصوفي من أبرز الأمثلة والنماذج عن التداخل المعرفة والدراسة البينية، وهو ما تسعى إلى بحثه هذه الدراسة. فالمجال الصوفي اعتبر من البدايات فضاء لمختلف التخصصات كالدين وعلم النفس وعلم الإجتماع والتاريخ واللغة والأدب والفلسفة وغيرها، وهو ما يثبت هذه الحالة النادرة في تراثنا، ويسمح بدراسة هذا التداخل، ومظاهره وأبعاده

تطمح هذه المحاولة إلى إعادة نص هام ومميز إلى السطح، وتقريبه من الباحثين. ذلك أن معظم المشتغلين على الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، يعتبرون قصة (انتقام الشيخ) التي كتبها امحمد بن رحال سنة 1891 أول قصة قصيرة كتبت في الأدب الجزائري الحديث، وأول نص أدبي كتبه الجزائريون بالفرنسية. ومازال هذا النص الهام والرائد بعيدا عن متناول الباحثين، لأنه لم ينشر مرة ثانية بلغته الأصلية (الفرنسية)، ولم يترجم إلى لغة الكاتب الأم (العربية). فهذا البحث يستهدف محاولة سد هذا النقص بترجمة قصة ابن رحال إلى العربية أولا، مصدرة بتقديم تعريف موجز للكاتب، ودراسة أولية للقصة من أجل الوقوف عند مستوياته العميقة والسطحية للتحقق من مدى صحة رأي النقاد الذين صنفوها ضمن القصة القصيرة، وكذلك الذين صنفوها ضمن الحكاية

يتجه البحث هنا إلى دراسة إسهام الأستاذ الطيب بودربالة في نظرية تأثير الحياة التي أطلقها المقارن مارك ماتيو مونك. فقد واكبها الأستاذ منذ بداية عن طريق النشر مع فرقتها والمساهمة في مؤتمراتها، والعمل ضمن فرقها بفرنسا أيضا. ويتطلب ذلك دراسة مجمل أعمال الأستاذ وعلاقتها بالنظرية، وهو ما يؤكد اهتمامه بها، لكن مع الإبقاء على قناعاته الشخصية

تبحث المداخلة في إعادة تقييم القصة القصيرة الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، فهي متأخرة عن المكتوبة بالعربية عكس الرواية، ومن هنا تطرح إشكالية هذا التأخر، وطبيعة بنتها واهتماماتها، وبالخصوص التساؤل عن مآلاتها بعد التطور الأدبي الكبير الذي عرفته الساحة بعد الاستقلال

يعمل المحقق على إعادة بعث المخطوط الأخير لعفيف الدين التلمساني، وهو الكشف والبيان في علم معرفة الإنسان شرح لعينية بن سينا شرحا صوفيا، وتطلب ذلك دراسة شخصيته وأطوار حياته وأعماله ومنهجه ثم تقدم تحقيق المخطوط

تهدف هذه الدراسةإلى تتبع المسارات الأولى لنشوء القصة الفنية القصيرة في المغرب العربي
)الجزائر وتونس والمغرب الأقصى( كأنموذج، والعمل على بحث السمات الفنية والمضمونية التي
اختلفت من بلد لآخر، نتيجة التأثيرات التاريخية والاجتماعية على شكل ومضمون السرد القصير
الحديث، الذي بقي يراوح مكان الأشكال السردية القديمة، عن طريق التلبس والتناسل، فشهدنا ميلاد
)المقال القصصي( و)الصورة القصصية( كحلقتين مهمتين في سلسلة تطور النوع القصصي القصير

مشروعية هذه المحاولة تستند إلى أهمية موضوع المدائح النبوية في الشعر الشعبي عامة والجزائري خاصة؛ فهو على صعيد مدونة الموضوعات يأخذ مكانة خاصة؛ وذلك بسبب تواتره في هذا الشعر، ولارتباطه بالتصور الشعبي للدين ومكوناته. وقد يكون من المهم والمفيد محاولة بحث أسباب تبلوره في الشعر والشعبي منه بالذات قبل مباشرة النص نفسه.. احتل موضوع مدح الذات النبوية حيزا كبيرا من تراث الشعر الشعبي الجزائري، وانسجم في القرون المتأخرة مع صنوه من الشعر الفصيح الذي تخصص في الموضوع. اختار البحث أنموذجا لأحد الشعراء الشعبيين الراسخين، ليحاول الوقوف عند مكونات قصيدة المديح الشعبية وبناه العميقة، خاصة ما يتعلق بالأمكنة والشخصيات دائمة الحضور في وجدان الشعب وعمقه الديني.

يطمح هذا البحث إلى استجلاء منظور ناقد جزائري بارز، أنفق كثيرا من الجهد في دراسة القصة الجزائرية القصيرة، وغدت أعماله مصادر أساسية وعلامة فارقة في الدراسات النقدية المتخصصة في الموضوع. وقد لا يبدو ذلك مبعث فضول وحيرة إلا لدى الباحث الذي تعمق في دراسة تراث الركيبي واستكنهه. لأنه ارتبط في مشروعه بمحاربة الفرانكوفونية والانتصار للهوية واللغة العربية التي لا تتجسد الهوية الوطنية في نظره خارجها، وهو ما خصص له عدة أعمال، بل ولا يكاد مؤلف من مؤلفاته إلا وهو يكرس هذا المبدأ.
لكن روحه العلمية وصرامته المنهجية لم تغادر إنجازاته، وهو ما يجعلنا نتوقف عند دراسته أو معالجته للقصة الجزائرية القصيرة المكتوبة بالفرنسية، وهو المتخصص والرائد في دراسة القصة الجزائرية القصيرة. ومن هنا، فإن البحث لا يريد تعميم نظرته إلى الفرانكوفونية دون تمحيص وتدقيق لموقفه النظري والتطبيقي منها، وهو ما تتمحور حوله إشكالية هذا البحث، ويعمل على مقاربتها

قد يكون موضوع السجن من أهم موضوعات الخطاب الروائي العربي الحديث، وهو ما ندركه من خلال كتابة سردية حقيقية بعنوان (من الصخيرات إلى تازمامارت تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم) لسجين مغربي عاصر حقبة تاريخية في غاية الأهمية والخطورة، من تاريخ بلده وإقليمه، عرفت تحولات اجتماعية وسياسية وإقليمية كان لها تأثيرها على نظرة الانسان المغربي للوطن، من خلال الأحداث التي عاشها والشخصيات التي عاصرها .
وقد أنتج لنا دلالات وبنيات جديدة للسجن وللفضاء الروائي عموما، وهي التي سنعمل على استجلاءها من خلال المدونة موضوع البحث ، التي تعتبر من أهم الكتابات السجنية الحديثة، التي عالجت موضوع السجن كفضاء متعدد الدلالات والبنيات

ليست الكرامة نصا. إنها – بمفهوم تودوروف- حكاية (خارج النص) حدثت في سياق مختلف عن سياق النص، وخضعت لشروط مغايرة. لكن المهم بالنسبة للباحث هو دراستها عند تحولها إلى خطاب؛ أي سرد، وهنا يبدأ البحث في سرديتها وآليات تقديمها.
وبالعودة إلى ظروف حدوثها (طبقا للناقل الراوي) فإننا نكتشف أن المتلقي (القاريء) هو المعني والمستهدف بمختلف العناصر البانية لهذا الخطاب السردي. إذ لا يمكن تصور جدوى فنية لتسريد الكرامة إلا في إطار السجل البيوغرافي أو التأريخي لحاجة الإخباريين وأصحاب الطبقات والوعاظ أيضا. لكن هذا التسريد إنما كان يستهدف القاريء الغائب، والحقيقة أنه قاريء أبدي، يتم توجيهه إلى فعل خارق معجز، يشهد على شرعية مركزية الولي، ويشهد أيضا على صواب المسلك الصوفي بكامله.
سنلاحظ في البحث تركيز السارد على قدرة المتلقي على بناء القصة، وعلى إدراك البؤرة. ونظرة سريعة إلى فهرس موضوعات (أنس الحقير وعز الفقير في التعريف بالشيخ أبي مدين وأصحابه) لابن القنفذ القسنطيني (ت 810هـ) تجعلنا ندرك احتفاءه بالنص الكرامي منذ بداية هذه المدونة الهامة التي تمركزت حول شخصية أبي مدين. وإن متابعة اشتغال السارد على تأطير القراءة بناء على الخبرات القرائية، وعمله غالبا على كسر أفق التوقع والتحول إلى سردية عجائبية هو استراتيجية سردية مدروسة بعناية.

قـــــد تكون بعض المسلمات الرائجة لدينا بخصوص تطور السرد القصير بحاجة إلى تدقيق ومراجعة. إذ قد لا تكون النصوص الرائدة (1908-1925-1926) والتي اعتبرت مؤسسة، سوى محاولات شهيرة غطت على سواها من محاولات قد تكون أدخل في هذا النوع من السرد، وبحاجة إلى دراستها.
وبين أيدينا نص قصصي بعنوان '' محادثة تيليفونية '' نشره موقعه: أحمد بن جمعة صاحب معمل الشاشية بالجزائر، وذلك في جريدة الشهاب سنة 1930. وهو بالفعل متن مختلف، كتبه رجل لا نعرف عنه الكثير، لكن له بعض المشاركات المقالية الجيدة. وقد لا يكون مختلفا من حيث الاشتغال على موضوعة الوحدة والتآلف ونبذ التعصب المذهبي في المجتمع الجزائري والانتباه لتحرك الصهاينة واجتهادهم، لكن هذا النص فريد من نوعه قياسا بالنصوص القصصية التي ورثناها عن تلك الفترة.
تحاول هذه المداخلة دراسة البنية السردية لهذا النص، والصيغ السردية الجديدة التي اعتمدها السارد، انطلاقا من وضعه كمرسل، ووضع الآخر كمتلق. فالسارد يخلق حوارا (بحمولته الرمزيته عن مسلك اجتماعي حيوي)، وتتحرك الأحداث ويتتابع الحوار دون تدخل من الراوي أو المؤلف، فصوته مدمج تماما في صوت الشخصية الرئيسية.

يهدف البحث في استعارة أبي تمام إلى الكشف عن أثرها في بناء وبيان الصورة الفنية في نصوصه الشعرية، لما تكتنزه من غموض وخفاء فنيين يحتاجان من المتلقي المتأمل في شعره لكشف العلاقة التي تربط بين أجزاء الصورة. والبحث اشتغال على مرتكزات القراءة لكشف خفايا الصورة لدى الشاعر من خلال قراءة الناقدين الشهيرين الآمدي والصولي

في سعي القصيدة المعاصرة إلى ارتياد آفاق جديدة تتوغل في أعماق الذات، من خلال البحث عن وسائل تتجاوز بها الجماليات الكلاسيكية المعهودة، وتنشد تخطي المسارات التي سبقتها بأن تبحث عن تقنيات تربط بين الشاعر والرؤيا، بين الشعر والنبوءة، وبين الإنسان والحياة، كان القناع من بين أكثر هذه الوسائل ملاءمة وفاعلية في رفض السائد والرغبة في الثورة على تلك الأساليب الشعرية؛ لذا عاد الشاعر العربي إلى تراثه يستمد منه رموزه، ويتقمص شخصياته أقنعةً. غير أن التراث الديني، بكل قيمه الفكرية والروحية يعد النبع الفياض الذي استقي منه الشعراء على اختلاف مشاربهم نماذجهم الأدبية، ولا تزال شخصيات الأنبياء من أهم الرموز والأقنعة التي جلبت الشعراء والقراء على حد سواء، لذا سنحاول في هذا المقال مقاربة بعض النصوص الشعرية التي اشتغلت على التقنع ببعض شخصيات الأنبياء من خلال التعريف بالتقنية ورصد تجليات ثلاث أقنعة نبوية هي: نوح وأيوب وإبراهيم.

شكل الأداء بالقناع رمزا ظاهرة بارزة في الشعر العربي الحديث والمعاصر، إذ يعمد الشاعر بهذه الاستراتيجية إلى اجتلاب شخصية تاريخية أو أسطورية أو دينية فيوظفها متواريا خلفها لتنهض بتجربته الشعرية، وتعد شخصيات الأنبياء من أهم الشخصيات التي تعامل معها الشعراء المعاصرين على مستوى الرمز عموما والقناع خصوصا كونها شخصيات تتميز بعمقها الفكري والإنساني فهي شخصيات فاعلة وفعاّلة على مستوى الحياة ، كما تنماز بامتدادها الزمني أكثر من بقية الشخصيات الأخرى .
وهذه المقاربة تسعى لرصد تقنية قناع الأنبياء في الشعر الجزائري المعاصر عند الشاعر عثمان لوصيف ومحاولة الوقوف على ما حققه الشاعر من شعرية وسمت تجاربه بالتميز وذلك من أجل الوعي بأبعاد الظاهرة عموما التي تعد في إطار القصيدة مدركا جماليا يتخذ وجوها رمزية وليس فقط مجرد وعاء لاستحضار الشخصيات عموما.

الملخص:
تقع إشكالية التصوف في خطاب المقري ضمن البحث في توجهات النخبة الجزائرية والمغاربية بشكل عام، وهي نخبة كان لها دور حاسم في تشكيل ثقافة المنطقة. فمن المعروف لدى المتخصصين في الدراسات (المقرية) أنه لم يكن شخصية صوفية رغم تعاطيه مع التراث الصوفي بأنواعه، وهو التعاطي الذي طرح مشكلة موقع التصوف في خطابه، وتصوره الشخصي النخبوي له ولآليات فرز أطروحاته التي تراكمت عبر السنين في صورة خطابات مناوئة وتاريخ حافل بالمآسي.
ويعمل المنهج التحليلي هنا على تفكيك هذا الخطاب لفحص دلالات مرتكزاته والتأكد من الآثار الداخلية لأبعاده هذه المكونات في تصور النخبة اللاحقة والتي انغلقت على الصور الشكلية له دون الغوص في منابعه ومنطلقاته.
الكلمات المفتاحية: المقري - الخطاب - التصوف - الشعر - العقيدة

Abstract:
The problem of Sufism in the discourse of Al-Maqqri is part of the research on the orientations of Algerian and Maghreb elites in general, an elite who played a determining role in training culture of the region and even Arab and Islamic culture. Al Maqqri scholars know that he was not a Sufi character despite his treatment of the Sufi heritage of all kinds, a treatment that poses the problem of Sufism's place in his discourse, and in his perception personal elitist, and sorting mechanisms of his accumulated theses over the years in the form of opposing discourses and a tragic story.
Keywords: Al Maqqari - Discourse - Sufism - Poetry - Doctrine

Résumé:
Le problème du soufisme dans le discours d'Al-Maqqri fait partie de la recherche sur les orientations des élites algériennes et maghrébines en général, une élite qui a joué un rôle déterminant dans la formation de la culture de la région. Les spécialistes des études d'Al Maqqri savent qu'il n'était pas un personnage soufi malgré son traitement de l'héritage soufi de toutes sortes, un traitement qui pose le problème de la place du soufisme dans son discours, et dans sa perception élitiste personnel, et des mécanismes de tri de ses thèses cumulées aux long des années sous la forme de discours adverses et d'une histoire tragique.
L’approche analytique déconstruit ici ce discours, ce qui permet d’examiner et de déterminer les effets internes de ses dimensions sur l'élite suivante.
Mots clés: Al Maqqari - Discours- Soufisme - Poésie- Doctrine

تهدف هذه الدراسة الى محاولة فهم منشإ مضمرات الخطاب الصوفي. إنه خطاب غامض بطبعه ولا يتعلق في اصله بالمؤلف وإنما بالمتلقي؛ فهو الوضع الذي يحدد المؤلف نفسه فيه بالأساس، ولهذا يتحول العمل الفني من منجز منفصل الى عمل يمارس الصوفي من خلاله طقوسه ورحلته الباطنية بحثا عن السمو. ففي النهاية، سنجد أن منجز النص هو نفسه متلقيه، ورحلته للبحث عن المطلق تأخذه في حركة تصاعدية إلى باطنه حيث يلقى أفقه واكتشافاته، لكنه لا يراها بعينه وإنما يتقبلها بقلبه وخياله

The purpose of this study is to try to understand the origins of Sufi discourse. It is a mysterious discourse of its nature and does not relate to the author, but to the recipient; a situation in which the author basically determines himself, so the work of art transforms from a separate achievement into a mystic ritual and mystical voyage in search of transcendence. In the end, we find that the achievement of the text is the recipient himself, and his voyage to search for the Absolute takes him in an upward movement to the interior where he throws his horizon and discoveries, but he does not see them in particular, but accept it with his heart and imagination

يصطدم البحث العلمي بغموض المرحلة السابقة للاسلام في المغرب العربي، فحين نبحث في الثقافة المحلية (الجزائرية خصوصا) فإننا نجدها مرحلة اعتمدت الشفوية ولم تلجأ إلى الكتابة مما يعقد مهمة الباحث ولا يمكنه من نصوص ووثائق ترسم مسارا واضحا للفكر للجزائري في تلك الفترة، ماعدا الكتابات باللاتينية والتي هيمنت عليها مؤلفات باللغة اللاتينية أنجزت وفق قواعد الفن اللاتيني وأهملت الثقافة المحلية، مما يجعله صورة اخرى لهيمنة روما على الفكر المحلي وطمسها له.
لكن البحث يسعى إلى محاولة فهم التحولات الممكنة في الفكر الجزائري بعد انحلال الهيمنة الرومانية، وتوفر فرصة للثقافة المحلية للازدهار في حياض منظومة فكرية جديدة لم تكن تتخذ الطمس أو الاقصاء منهجا لها

يتعلق الأمر في هذا البحث بدراسة إشكالية نظرة المقاوم - بشكل عام والشاعر المقاوم بالخصوص- إلى دين المحتل. فإذا كان الاستعمار الفرنسي قد تبنى مقولات خطاب الحروب الصليبية، فإن الثائر الجزائري هو الآخر قد استمد مشروعية مقاومته من خلفية دينية، ومنه، فإنه يحق التساؤل إن كانت النخبة قد ميزت بين الديانة الحقيقية كتنوع طبيعي وبين استعمالها في مسعى الاحتلال من أجل التبرير والتعبئة وإخفاء الأغراض الحقيقية للكولونيالية.

Il s'agit dans cet essai d'étudier le regard du résistant - en général et en particulier le poète résistant - envers la religion de l'occupant. Si la colonisation française a adopté les citations du discours des croisades, le révolutionnaire algérien a lui aussi tiré la crédibilité de sa résistance d'un fond religieux. De ce fait, il est légitime de chercher si l'élite a fait la distinction entre la vraie religion autant que différence évidente, et son utilisation dans la tentative de l'occupant pour la justification, la mobilisation et la dissimulation des vrais objectifs de la colonisation

يحاول هذا البحث فهم موقع مفاهيم مثل " القراءة والتأويل" في الممارسة النقدية العربية القديمة في سياق محدد، وهو الجدل حول شعرية المتنبي كما تعكسها مساهمة ناقديه، وسيكون ابن وكيع التنيسي المصري ( ت 393هـ) أنموذجا عبر كتابه (المنصف).
انتقل الجدل إلى داخل الحداثة نفسها، بعد انطفاء التنازع بين (القديم والمحدث)، ويكشف استعراض مرتكزات الخطاب النقدي المنتج في القرن الرابع عن إحساس النخبة بأزمة عبرت عن نفسها في نقاش واسع حول مفهوم الابداع، وإن كانت تمظهرت حول مشكلات تتصل بها بقوة، وعلى الأخص مشكلة السرقات والتفسير والفهم ..
غير أن المنجز النقدي في شقه التطبيقي لدى ابن وكيع، يتضمن جهدا تأويليا وإن لم يكن بصرامة المنهج في صورته الحديثة، إلا أنه يعكس الطبيعة التأويلية للعمل النقدي أيا كان. ولهذا السبب سنحاول دراسة منظور التفسير والتأويل في خطابه، ثم منشأ التأويل والتفسير في الخطاب النقدي حول شعر المتنبي، وأخيرا مسوغات التأويل داخل هذا الخطاب.

إن إرث (ابن حزم) المتنوع يعكس شخصية متميزة، أثارت نقاشاً في زمنها واستمر إلى يومنا هذا. وقد مثل نص (طوق الحمامة) ونصوص المتن القرائي التي تشكلت حوله حقلاً ثرياً اتصل بمجالات معرفية مختلفة، ورغم أن هذه المحاولة تستفيد منها، إلا أنها تهدف في جوهرها إلى إنجاز قراءة تتجه إلى محاولة فهم استراتيجية ابن حزم في بناء المعنى في نص (الطوق)؛ ولهذا السبب فإن المدخل السيميائي ومستنده الإجرائي التأويلي هو أهم ما اعتمدته الدراسة، وقد انتهت إلى أن النص مبني على استدراج القارئ ضمن خريطته الخاصة التي شكّلها من موضوع (الحب)، فلم ينغلق ضمن أطر التحديدات والتفريعات العلمية والمنهجية، بل يبني شبكة من دلالات انطلاقا من سيمياء العنوان واستراتيجية السيرة الذاتية وأبعاد المكان

The legacy of Ibn Ḥazm consists of a very distinctive character which continuously stirs debates until today. The text The Ring of the Dove has managed to give rise to various other studies and texts which are relate to various aspects of knowledge. This study tries to uncover the various strategies employed by Ibn Ḥazm in constructing his concept and meaning this distinctive piece of work. Therefore, the semiological approach and its practical and explanatory method is the basis of this study. It is concluded that the text was constructed on the eventualization of the understanding of the concept of love in the minds of the readers. It was not restricted to the frameworks of knowledge and methodological definitions but was based on a network of meanings beginning from the semiology of the topics, the strategies of autobiography and the dimension of places.

يسعى البحث إلى معرفة آليات إدراك الهوية في الشعر الجزائري الحديث ومظاهر تحولها، وذلك عبر دراسة مكونات ثلاثة: المكان والتثورة والتاريخ، باعتبارها أهم ما يشكل في مخيال الجزائري الحديث مرتكزات الوطنية وأبعاد الوحدة والذات الجزائرية، وستكون متون شاعرين جزائريين بارزين من فتراتين مختلفتين مدونة الدراسة، سعيا لاستكناه التحولات بين الجيلين

احتل موضوع مدح الذات النبوية حيزا كبيرا من تراث الشعر الشعبي الجزائري، وانسجم في القرون المتأخرة مع صنوه من الشعر الفصيح الذي تخصص في الموضوع. اختار البحث أنموذجا لأحد الشعراء الشعبيين الراسخين، ليحاول الوقوف عند مكونات قصيدة المديح الشعبية وبناه العميقة، خاصة ما يتعلق بالأمكنة والشخصيات دائمة الحضور في وجدان الشعب وعمقه الديني.


The poetry of the Eulogy of the personality of the prophet Mohammed (ص) (مديح نبوي) has occupied a remarkable place on the scale of poetic themes, his presence in Algerian popular poetry is so important that the poem has never been vacant of some verses that take up praise for the prophet. This essay aims to study the constituents and the signs that make up the popular poem of the Eulogy of the prophet (Madih Nabaoui) through an example from the collection of the popular poet Mohammed bin Chabira Errighi.



La poésie de l'éloge du personnage du prophète Mohammed (ص) (مديح نبوي) a occupée une place remarquable sur l'échelle des thèmes poétiques, sa présence dans la poésie populaire Algérienne est si importante que le poème n'ai jamais vacant de quelques verts qui reprennent des louanges envers le prophète. Cet essai cible d'étudier les constituants et les signes composants le poème populaire de l'éloge du prophète dit Madih Nabaoui à travers un exemple tiré du recueil du poète populaire Mohammed ben Chabira Errighi.

يتعلق الأمر في البحث بمحاولة فهم منهج مقاربة النص الشعري في النقد القديم على اعتبار تنوع المداخل القديمة في مباشرة النص الشعري، وسترتكز الدراسة على الجدل حول شعرية المتنبي امعتمدة مدونة ابن وكيع التنيسي باعتابرها مخصصة لدراسة تطبيقية واسعة للمتنبي انطلاقا من السرقات

تطرح شعرية الأمير عبد القادر مشكلات حقيقية على صعيد النقد التطبيقي على وجه الخصوص؛ فمن جهة كاد تاريخ الأدب يستقر عندنا على اعتبارها إشارة أولية لانطلاق النهضة الأدبية الجزائرية الحديثة، ومن ثم أخذت مكانة يبررها الارتباط الوجداني، والاعتبار الوطني لتكون في مقابل الإرتعاشات النهضوية الأولى في المشرق ممثلة خصوصا في شعرية البارودي، ومن جهة أخرى لم يتسنّ للدارسين – خاصة عند التطبيق – الوقوف على إضافات واضحة، أو برنامج تحديثي يخص الممارسة الشعرية، يمكن أن يشهد على هذا التوجه.
وقراءة المنجز الشعري الأميري يتكشف على ظواهر عديدة، لا يخرج الكثير منها عن المنزع التقليدي للفترات التي سبقت النهضة؛ أي بمواصفات شعرية عصر الانحطاط، سواء على صعيد مخطط الأغراض الشعرية أو لائحة الأساليب، هذا بالإضافة إلى لون من محاولة استعادة الوصف وبناء ما يشبه المعنى الوطني المرافق للمقاومة.
غير أن هذه المساهمة تطمح إلى محاولة استكناه ظاهرة التناص في منجزه الشعري؛ باعتبارها أكثر بروزا من غيرها، بل وهي – من ناحية تاريخية - ذات صلة وثيقة بالبرنامج الشعري التحديثي الذي انبنت عليه حركة النهضة بوصفها مرحلة استعادة وإحياء بالدرجة الأولى، ظلّ يُنظر إليها على أنها معبر ضروري إلى الحداثة والإبداع.

يبدو وضع الشعر العربي غريبا حقا بالنسبة لمتتبع مساره منذ عهوده البعيدة ؛ فعبر تاريخه الطويل ظل محافظا ثابتا على كثير من الظواهر الأسلوبية والفنية ، ولم يكد يصل منتصف القرن العشرين حتى أظهر رغبة شديدة في التخلص منها ، في إطار بحث عن ممارسة أكثر (عصرية) أو (حداثة) ، ومن ثم أكثر إبداعية . لكن هذه الحركة لم تنفصل عن المسار الحضاري والثقافي العربي العام ؛ إذ تطور الموقف الجمالي من مجرد توفيق بين الظواهر القديمة الثابتة والجمالية الغربية، إلى رغبة في تطويع للشعرية العربية ، ثم إلى استنساخ وتبعية مطلقة لكل الإنجازات الشعرية الغربية التي ازداد التواصل معها مع ازدياد سرعة الاتصال ودقته .
فالإشكالية المطروحة على من يدرس هذا الشعر الحديث تتعلق أولا بمساره ؛ أي بالطريق الذي سار فيه منذ فجر النهضة العربية الحديثة ، وذلك لنتمكن من بناء تصور شامل ومتسق حول حركته ، ولنحاول أن نستكنهها بشكل أعمق، بغية الوصول إلى تفسير مقبول للاتجاهات والظواهر الفنية والمعنوية التي لازمته خلالها ، وأخيرا ليتكون لدينا أساس معرفي يسهل علينا مهمة فهم وتقييم الحالة التي آل إليها بعد آخر مراحل تطوره ، بعيدا عن الأحكام المرتجلة أو ردود الفعل العنيفة ، وبعيدا كذلك عن التقبل الساذج لكل ما تقدمه الساحة الشعرية من إنتاج أو الساحة النقديـة - التي هي قاعدة هذا التطور - من مفاهيم ونظريات.
إن هذا الكتاب محاولة لفهم مسار الشعر العربي الحديث والمعاصر، يحرك أسئلة حوله، ويقترح تصورا لحركته.وإن إيماننا بنسبية الفن ومسائله، وبكون الاتفاق حولها مضرة للأدب والشعر بشكل خاص ، يجعلنا ندعو للبحث والنقاش أكثر، تلك هي سبيل النهضة ، وسبيل الإبداع.

تمحورت القضايا النقدية في القرن الرابع الهجري حول أبي تمام والمتنبي والاعجاز القرآني، وكان المتنبي كشاعر معاصر أكثر إثارة بصدمه لذائقة المتلقي من السابقين، واشتغال النقد على شعريته في إطار الخصومة الشهيرة حول سرقاته وأخطائه، رغم الدوافع الشخصية وراءه، مكن من تمحيص كثير من المسائل والمفاهيم الموروثة، وكان أيضا مجالا لاختبار أفق النقد نفسه. ويطمح هذا البحث إلى محاولة تبين ملامح قضية النقد والناقد وما يتصل بهما، مثل وظيفة الناقد وثقافته وآليات النقد، وذلك من خلال الجدل الذي احتدم حول شعرية المتنبي، انطلاقا من كتاب (المنصف) لابن وكيع التنيسي كنموذج

يقترح هذا البحث متابعة تحولات العنصر الديني المشكل للشعر الديني العربي القديم. فبعد الإسلام، لم يظهر على سلم الأغراض الشعرية موضوع تخصص للشعر الديني، بل إن النخبة لم تميزه إلا من حيث الموقع في المواجهة، لأن تداخله بالصراع مع منظومة فكرية أخرى جعله يرمز في صدر الإسلام إلى الهوية والانتماء، لكنه تحول إلى شعر الزهد الذي نشأ وتطور في ظل ظروف التباعد عن القيم الجديدة والثورة أيضا. فتركز على مدخل الوعظ والحكم الذي احتل البناء العقلي في نسقه المركز، مما انتهى به إلى نزعة النظم والتعليم

جدلية (القديم والحديث) التي تعاود الظهور في فترات متقاربة أو متباعدة في الفكر والثقافة العربية بشكل عام، تعد بؤرة هامة في مسار هذه الثقافة تتجمع فيها ومن خلالها مسائل أساسية لا تعود إلى اللحظة التي نمت فيها فحيب، بل هي تجميع لمنظور أنهى وأتم طروحه من جهة، وولادة لمنظور آخر سيتحول هو الآخر إلى الماضي بعد أن يستهلك فرصته وتنتهي مبررات وجوده.
وسنجد أن النقاد الموسوعيين هم أول فئة مكنت للجديد بتضمين موسوعاتهم لأعمال المحدثين ثم يكون المعبر الثاني الذي عمل على إبعاد غير النقاد كاللغويين من دائرة النقد الأدبي